تعيش حضرموت اليوم مرحلة تحتاج إلى قدر كبير من الوعي والمسؤولية ، في ظل ما يشهده الواقع من اختلافات في الرؤى وتباين في المواقف وتوتر شديد على الواقع ، وبين كل هذا، يبقى المبدأ الأسمى الذي لا يجوز التفريط فيه : لا للغة التهديد…نعم للحوار والتوافق وتغليب لغة العقل والحكمة ، فدم الحضرمي على الحضرمي حرام .
إن التهديد ليس حلاً، ولا يمكن أن يكون طريقاً لتحقيق أي مكسب ، فالمجتمعات لا تُدار بالتصعيد ، ولا تُبنى بالعنف اللفظي أو الميداني ، بل تُدار بالحكمة وتُبنى على أساس الاحترام المتبادل.
وكلما ارتفعت لغة الوعيد، ضاقت مساحة العقل، وازدادت احتمالات الوقوع في صراعات لا يستفيد منها أحد، ويكون المجتمع هو الخاسر الأول والأكبر .
إن الحوار هو الطريق الحضاري الذي لا غنى عنه هو قوة الموقف وشرعية الرأي ولنا في تجارب الدول وماعاصره العالم عبرة وعظة لا للحرب العبثية ، وهو الجسر الذي يربط المختلفين ويمنح الجميع فرصة لسماع بعضهم والوصول إلى حلول ترضي أغلب الأطراف وتحفظ حق الجميع.
أما لغة التهديد ، فهي تهدم ولا تبني ، وتزرع الخوف بدل الطمأنينة ، وتفتح باباً واسعاً للفتنة التي لا تُبقي ولا تذر .
إن حضرموت وعبر التاريخ كانت مثالاً للسلام والتعايش والاعتدال لم تعرف الصراع الداخلي ، ولم تكن يوماً ساحة لتصفية الحسابات أو ممارسة العنف بين أبنائها.
إن الحضارم حملوا معهم إلى كل مكان صورة الإنسان المسالم، التاجر الصادق، والمصلح الذي يبحث عن الوفاق لا النزاع، ومن غير اللائق أن نسمح لخطاب متشنج أو موقف منفلت أن يشوّه هذا الإرث العظيم أو يهدد وحدته.
إن المسؤولية اليوم ليست على جهة دون أخرى ، بل على الجميع : القيادات، الشخصيات الاجتماعية، القبائل، النخب ، الشباب، الإعلام، والمواطن العادي ، كل كلمة يمكن أن تُشعل ناراً، وكل خطاب يمكن أن يطفئها، ومن واجب الجميع التمسك بخطاب هادئ مسؤول ، يقدّم المصلحة العامة على الحسابات الضيقة، ويضع حضرموت فوق كل اعتبار.
ولنكن واضحين : الدم الحضرمي خط أحمر ، لا يجوز المساس به ، ولا القبول بالتحريض عليه، ولا السكوت أمام من يحاول العبث به فالفتنة إذا اشتعلت لا تُخمد بسهولة ، ومن يطلقها اليوم قد يصبح غداً أول ضحاياها،ومن يحب حضرموت حقاً لا يمكن أن يكون سبباً في تمزيقها أو إضعاف نسيجها الاجتماعي المتماسك.
ختاماً، لنجعل من الحوار قاعدة ومن التوافق منهجاً، ولنتجنب كل ما يقود إلى الفرقة والاحتقان ،حضرموت أكبر من الخلافات، وأغلى من أن تصبح ملعباً للتهديد أو ساحة صراع إنها أرض الحكمة، ولا يليق بأهل الحكمة إلا أن يختاروا طريق السلام.
واخيراً لا للغة التهديد…نعم للحوار والتوافق ودم الحضرمي على الحضرمي حرام.