آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-08:17م

الإصلاحات مسؤولية شعب وليست معركة رجل واحد!!

الأحد - 23 نوفمبر 2025 - الساعة 10:42 م
د. عارف محمد عباد السقاف

بقلم: د. عارف محمد عباد السقاف
- ارشيف الكاتب


بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف


في ظل ما يعيشه الوطن من أزمات خانقة وانهيارات متراكمة، لم يعد مقبولا أن يقف المواطن موقف المتفرج، وكأن ما يجري لا يعنيه. الإصلاحات التي يقودها رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك ليست معركة شخصية، ولا مناورة سياسية، بل محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يبتلع الفشل ما تبقى من مؤسسات الدولة وقدرة الناس على الصمود.


لقد آن الأوان أن يدرك الرأي العام أن لحظة التغيير لن تأتي من الخارج، ولن يصنعها احد من الخارج ما لم يتحرك الشعب نفسه. لقد دفع اليمنيون ثمن الصمت والتسليم لسنوات، فيما تمددت شبكات الفساد والمصالح الضيقة على حساب قوت الناس ومستقبلهم، حتى أصبحت الدولة مثقوبة من كل الاتجاهات.


اليوم، يقف رئيس الوزراء في مواجهة إرث ثقيل من العبث والمحسوبية والشللية التي أنهكت مؤسسات الدولة وأوصلتنا إلى مشهد اقتصادي وخدماتي غير مسبوق في السوء. وبدلا من أن يترك وحيدا في هذه المواجهة، بات لزاما على المواطنين أن يرفعوا أصواتهم، وأن يثبتوا أن الشعب هو سند الإصلاح لا خصمه.


المساندة الشعبية ليست مجرد كلمات، بل فعل واع ومسؤول. فمن حق الناس بل من واجبهم أن يعبروا عن دعمهم لكل خطوة إصلاحية حقيقية، وأن يقفوا بقوة ضد من يحاول إفشالها، لأن المعركة لم تعد معركة حكومة، بل معركة مجتمع يريد أن يستعيد كرامته وأبسط حقوقه.


المرحلة تتطلب أن يخرج المواطنون من دائرة الانتظار، وأن يعلنوا بوضوح أنهم يقفون مع القرارات الجريئة التي تستهدف تنظيف مؤسسات الدولة من الفساد وتغيير منظومة العمل العام. فحين يشعر المسؤول أن الشعب من خلفه، لا يتردد في اتخاذ أصعب القرارات.


إن دعم الإصلاحات اليوم ليس اصطفافا سياسيا، وإنما دفاع عن مستقبل وطن يعيش على حافة الانهيار. على المواطنين أن يرفعوا أصواتهم في الميادين والإعلام ووسائل التواصل، ليقولوا بوضوح إنهم مع الدولة، مع النظام والقانون، مع تحسين الخدمات، مع محاسبة الفاسدين، ومع كل خطوة تعيد للوطن حده الأدنى من الحياة الكريمة.


على الشعب أن يكون حاضرا بقوة، لأن غياب الناس هو ما سمح للفاسدين أن يتمددوا. واليوم، الفرصة سانحة لاستعادة زمام المبادرة. وبدون هذا الحضور الشعبي، ستبقى أي إصلاحات مجرد محاولات تحارب من كل اتجاه.


إنها لحظة فاصلة.. فمن أراد وطنا أفضل، فليقل كلمته وليقف في صف التغيير.

وحسبنا الله على من خذل البلد وأهله، ونعم الوكيل.