آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-03:11م

(الكرامة هي كيآن الإنسان وعزة نفسة وكبريائة))

الأحد - 23 نوفمبر 2025 - الساعة 02:10 م
محمد عوض حسن

بقلم: محمد عوض حسن
- ارشيف الكاتب



لا شئ يعأدل في قيمة كرامة الإنسان وعِزّتَة ونخوتة، وأغلى ما يملكة الإنسان بعد حياته.

كرآمتة. والكرآمة في أبسط تجلياتهآ هيا عزة النفس ونخوتها. ثم ابتعآدها عن كل أشكال الإهانة وتجنيبها كل تحقير أو تبخيس، سواء من طرف الآخر ( أيا كان هذا الآخر ) أو من طرف الذآت نفسها. لكؤن هذا الإهانة قد تكون نابعة من طرف الذات كذلك، حين يسمح للكثير من الناس بإهانة أنفسهم وذواتهم، وبوضعها أو تعريضها لمواقف تبخيسية ومشينة: وهذا، ربما، من أخطر أنواع الإهانة وأشد من القتل.

والكرامة في أبسط معانيها أو تجلياتها الأخرئ كذلك هي وعي موضؤعي بقيمة الذآت ومواقف تُحْسَبُ لهذه الذات وعليها في نفس الوقت. ومن ثَمّ، تُحاسَب ( بفتح السين ) الذات على ذلك في آخر المطاف. وما دآمت كرامة الأشخاص مربوطة، حتما، بمواقفهم في الحياة بصفة عامة، وبما يمكن أن يحققوة من انسجام موضوعي مع ذواتهم وينجزوه من موآقف مشرفة وغير متخاذلة في الكينونة والحياة، فإن هذه المواقف نفسها لأ يمكن أن تأخذ مصداقيتها إلا من موضوعيتها ووضوحها. الملموس، دون مواربة أو مداهنة أو تَجنُّب للصواب. ولو تطلب الأمر التضحية بالكثير من المصالح الذاتية الضيقة وأهوائها العابرة. نفس المواقف التي تقود إلى كرامة الوطن وتؤدي إليه، بالمعنى الذي يجعل كرامة هذا الوطن مرتبطة أشد الارتباط بكرامة مواطنيه.

إذْ لا قيمة ولا كرامة لوطن لا يُكَرّمُ مواطنية، ويجعلهم يشعرون بداخله بالدُّونية والإهانة والتبخيس، حينها قد يفقد الوطن معناه، وتتضاءل قيمة أو حتى رغبة الانتساب إلى هذا الوطن. من هنا، أيضا تتعد الأمثلة كثيرا في وطننا العربي ( داخل وجع الجغرافيا والهوية والانتساب )، هذا الوطن الذي لم يفلح، في الكثير من الحالات، في منح الموآطن هذا الأعتراف أو هذا التقدير الذي يَنشُده. ومن ثم، تتفكك الكثير من الروابط والعلاقات، ويصبح الإنسان، فاقدا لانتسابة وهويتة وكرامتة. المسئولية في ذلك مشتركة: على الوطن أن يكون رحيما بأبنائة وألا يكون قاسيا عليهم أكثر من اللزؤم، وعلى المواطن، في نفس الوقت، أن ينتزع من هذا الوطن كرامتة. مع العلم أن الؤطن ليس عَلَما ونشيدا وطنيا وبطاقة هوية فقط، بل حضنا دافئا وملاذا يظل ضروريآ، مهما تباعدت بيننا وبينه المسافات ومهما كانت قسوته. وقد يبدو هذا الرأي نفسه مثاليا أو حتى من دون معنى في نظر الذين فقدوا، بشكل أو بآخر، كرامتهم داخل أوطانهم، لكن تعزيز الانتساب إلى الوطن من الأمور التي تكسي قدرا كبيرا من الأهمية. الوطن ملجأ وبوصلة، مصدر للدفء وللحنان، وما التوصيف البليغ " الوطن الأم " ، وربط الجغرافيا والتراب بالأمومة، سوى هذه الضرورة أو هذه الحقيقة الأكيدة التي يجب أن يكون عليها الوطن.

وإن الكرامة مصداقية. والمصداقية واجب. والواجب مسئولية. والمسئولية أن يحترم السياسيون والإداريون وذوي النفوذ والجاة والسلط آراء الناس واختياراتهم وحقوقهم ومصالحهم المشروعة، وحقهم الضروري والطبيعي أيضا في الاختلاف وانتقاد الممارسات غير الصحيحة قصد تجاوزها وتقويم اعوجاجها في آخر المطاف.


من هذا المنطلق، يكون جديرا بالاحترام في نظرنا :

ــــ المسئول الذي يقدر الواجب ويظل قريبا من نبض الشعب.


ـــــ السياسي ورجل الشأن العام الذي يعتبر ثقة الناس وأصواتهم تكليفا ومسئولية وليست بقرة حلوبا ومصدرا للنفوذ ولانتفاع والثراء وجمع الأموال.


ــــــ جل القانون الذي يدافع بالحق عن الحق. ويحكم بالحق من أجل الحق.


ـــــ المواطن الذي لا يرضى بغير العدل للوطن بديلآ


هذه مسئوليتي الكبرى أيضا، كمواطن ما زال يتشبث بخيار الداخل وليس بـ "حُلم " الخارج، وبالكثير من الحب تجاه الوطن الذي ليس بؤسعي من أجله سوى هذا القلب النابض بالحب وبعض الكلمات. باعتبار المحبة أيضا هي تاج للؤاجب والمسئولية. وإذ تزداد قناعتي رسوخا في كون الأحترام، كقيمة أساسيةـ تنبثق بالضرورة عن الكرامة والمصداقية والؤاجب وحب الوطن، فإن احترام النفس بوضعها دائما على مسافة معقولة من " منطق " الربح والانتفاع، ومن كل المؤثرات العاطفية والحزبية والقبَلية والإيديولوجية الضيقة، هو الكفيل، في نظري، بجعل الأفعال والخطابات تقترب على الأقل من المصداقية والمسئولية. وذلك ما يقودنا في آخر المطاف إلى كرامة ومصداقية المُواطن والوطن.

الكرامة مجد يأتي نتيجة عقل مستقيم وجاد. · إن الإنسان لا يرث الكرامة ولا المهانة، بل يصنعها بنفسه. · سلب كرامة الطفل يسوغ له عمل القبائح.

بقلمي محمد عوض حسن

23نوفمبر 2025