بعد ذلك عدت أسرب نحو البوابة الخارجية ، وإذا بالحارس يسألني ، أراك قد عدت ألم تدخل القلعة ؟ قلت : كلا لم يحالفني الحظ ؛ إذ ليس لدي بطاقة تأشيرة ، قال : اجلس هنا ، وسوف ندفع ثمن التذكرة لأي زائر ، وهو بدوره سوف يقطع لك التذكرة ، قلت : أشكرك أخي العزيز ، سوف أعود لزيارة القلعة في يوم آخر ...
استقليت مركبة نحو أقرب محطة للقطار الداخلي ، وإذا بسور عتيق يرافقنا ، عليه الكثير من آيات الزمن الغابر ، زمن القوة والعنفوان والكبرياء ، سألت قائد المركبة ، ما اسم هذا السور ؟ قال : اسمه فم الخليج ، قلت : ماذا يعني فم الخليج ؟ قال : يعني الناقل لمياه النيل إلى قلعة صلاح الدين .
صمتنا قليلا عن الكلام ، وإذا بنا نلامس جسرا ، تحته بضعة أكشاك ، وزوايا مشحونة بالكتب القديمة ، تشكو من التنظيم والتنظيف والترتيب ، فضلا عن عزوف القارئ ، وعدم التفاته إليها ، أو السؤال عن حالها ، عند هذا أخذني الفضول إلى سؤال قائد المركبة ، ما اسم هذا المكان يا أخا العرب ؟ أجاب اسمه أبو الريش ، وهذه الأكشاك تحوي المصادر والمراجع العلمية القديمة إن شئت شيئا منها ، قلت : أشكرك أخي العزيز على هذا التنبيه الطيب منك ، غير أن ما استلفت نظري هو حالها البائس الذي يحاكي حال المواطن العربي المأزوم في راهننا يا أخا العرب ، وهنا ابتسم ثم قال : كلنا في الهوى سواء ...