آخر تحديث :الجمعة-28 نوفمبر 2025-05:43م

إن كنّا حقًا نريد لبلدتنا أن تزدهر.

الجمعة - 14 نوفمبر 2025 - الساعة 10:00 م
مطلوب العود

بقلم: مطلوب العود
- ارشيف الكاتب


فعلينا أن نتقدّم نحوها بوعيٍ ومسؤولية، لا أن نرجع بها عبر كلمات تُشهر ولا تُصلح، وتهدم ولا تبني؛ فالمستقبل لن يصنعه ناقدٌ متحامل، بل مواطنٌ صادق يضع لبنة، ويصلح خللاً، ويمدّ يده لأهله وبلده.


بلدتنا ليست بحاجة إلى التشهير بها ولا إلى تكرار ذكر معايبها، بل إلى أن ننقل صورتها الجميلة إن كنّا فعلًا نحبها ونريد لها التقدّم والازدهار، فالترصد للسلبيات أمر سهل يقوم به ناقصو العلم والدراية، أو اصحاب المآرب الضيقة، ولا يفعلها محب؛ فالسلبيات موجودة حتى في أعظم العواصم المتحضّرة وأكثرها إمكانات، فكيف ببلد يمرّ بمرحلة عصيبة كاليمن.


بلدتنا بحاجة إلى التوعية قبل أي شيء آخر، وهذا ما بُحَّت أصواتنا ونحن نطالب به من مثقّفي المنطقة ومؤثريها، فاليمن يعيش واقعاً مهولاً سنعاني منه مستقبلاً إن لم يكن لنا دور إيجابي نقيم به المرافق الخدمية التي نحتاجها نحن كمستفيدين، بدل الاتكال على سلطة لم تستطع حتى توفير مرتبات موظفيها.


على سبيل المثال التعليم: فالمعلم يمرّ بظروفٍ اقتصادية صعبة أدت إلى انهيار التعليم في الوطن كله، فما الذي يضرّنا لو بادرنا بدفع رسوم رمزية شهرية تُسلَّم للمدرسة مباشرة من أولياء الأمور، يتقاسمها المعلمون الحاضرون بالتساوي، ليتمكنوا من الاستمرار في أداء رسالتهم؛ وبهذا نضمن تعليم أبنائنا ونفشل مخطط التجهيل الجماعي الممنهج.


وأما الكهرباء:

فما الضرر لو سددنا فواتير الاستهلاك وقيمناها بوعي، بدل الانتقادات العقيمة التي لا تخدم إلا المبتزين وتساعدهم على ابتزاز القائمين عليها

فالإسهام في الحل أفضل من تضخيم المشكلة.


وأما النظافة:

فما الذي يمنعنا من وضع النفايات في أماكنها المخصّصة بدل رميها في الشوارع، وبهذا نُعين عامل النظافة الذي يحمل مسؤولية كبيرة مقابل راتب ضئيل، ونظهر بصورة حضارية تليق بنا.


إنّ اليمن كلّه—لا مدينتنا وحدها—بحاجة المثقفين لتكثيف التوعية ونبذ كل تصرّف غير حضاري يضر المجتمع ومصالحه.

والنقد البنّاء مطلوب، لكن تحويل مدينة بأكملها إلى مادة للتسخيف والتشهير لا يخدم أحداً.


وأختتم هذا المقال بشيء شاهدته على الفيسبوك، في وقت سابق قام احد الناشطين وصمم مقطع فيديو يظهر فيه مدينة صنعاء مكتظة بالقمامة من هنا وهناك، وصورة أخرى لطفح المجاري وقام بتشويه صورة صنعاء في مخيلتنا، برغم أننا مررنا بها وهي تسر الناظرين، وكال التهم والتخوين للقائمين عليها، وأراد من القراء أن يجاروه في كيل التهم والتخوين، ولكن القراء كانوا أكثر وعياً، فاستنكروا ما نشره من صور تسيء لبلدهم ومدينتهم التي يحبونها، مؤكدين أن مثل هذه المشكلات لا تقتصر على مدينة بعينها، فهي ظاهرة موجودة في أمكان كثيرة، إلا أن الناس لا يتناقلون مثل هذه الأشياء؛ لأنها تسيء لسكان أكثر مما تسيء للمسؤول المستهدف.

وما كان من الناشط إلا أن حذف المنشور بأقل من ربع ساعة.


فلنكن جزءاً من الإصلاح، ولنحذر من أن نجعل ما نكتبه طعماً يستخدمه المغرضون لتحقيق مآربهم.