آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-04:45م

الهائل عبد الواسع والجيلاني ومصنع العطور الشيطانية والقات

الأربعاء - 12 نوفمبر 2025 - الساعة 12:28 ص
عبدالسلام فارع

بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب


طيب الذكر دائما الاستاذ/ عبد الواسع هائل سعيد...

ومن خلال قيادته المخلصة لمؤسسة يمن بلا قات ومن خلال خبراته الإدارية المتراكمة في مجموعة الخير والعطاء (مجموعة هائل سعيد انعم وشركاه)... لم يأل جهدا في سبيل الوصول إلى مكافحة القات واضراره على مستوى الوطن الحبيب...


لانه يدرك تمام الادراك المخاطر والاضرار الناجمة عن هذه الشجرة الخبيثة وتعرض المتعاطين لأوراقها وأغصانها للكثير من الاضرار التي تقضي على كل امكاناتهم الجسدية والعقلية والاجتماعية والصحية والاقتصادية...


والصحية تحديدا يلمسها من خلال تلكم الحالات المرضية الوافدة إلى قاهرة المعز عبر مؤسسة مكافحة السرطان...


والذي يعتبر الهائل عبد الواسع أحد أهم وابرز فرسانها في جمهورية مصر العربية...


وهي في الغالب سرطانات مختلفة اضافة الحالات الكبد والكلا وغيرها وذلك بسبب السموم المحرمة دوليا والتي يستخدمها المزارعون كي تحسن وتضاعف زراعة القات دون رقيب أو حسيب...


وضمن اهتمامات الهائل عبد الواسع هائل سعيد بمكافحة القات توعويا ....


وافاني بالأتي بقلم الدكتور أمين الجيلاني ولنشر الفائدة اثرت الا ان يكون ضمن هذ الاطلالة وبين أياديكم.....

لا يحتاج المرء إلى تعاطي القات ليفهم عالمه… يكفي أن يزور سوقه مرة واحدة..!!*!


سوق القات… عالمٌ عجيبٌ غريب..!!!*!

*وبحكم أنني لا أتعاطى القات، ألاحظ أشياء لا يلتفت إليها المخزّنون. ..!!!*

*فإذا دخلت سوق القات، فكأنك تهبط إلى كوكب آخر، كوكب تحكمه قوانين لا يعرفها البشر. ..!!!*

*أول ما يستقبلك "الجواني" المعلّقة هنا وهناك، كأنك في خيمة سحرة أو اجتماع لمشعوذين لا يأبهون لا بالمظهر ولا بالنظافة..!!!*

*الأكياس الحمراء تتطاير في كل زاوية، والقمامة تفترش الأرض كأنها بساط أحمر للداخلين..!!!*.


*أما الباعة، فتراهم فوق أكوام "الجواني" أو متحصّنين في غرف صغيرة لا تصلح حتى مسكنًا لحيوان ضال، ومع ذلك يعيشون فيها من الصباح حتى المساء، وكأنهم وجدوا فيها جنّة عدن..!!!*!

*والروائح… حدّث ولا حرج؛ ..!!*

*أنفاسهم الممتزجة برائحة القات كفيلة بأن تجعل السوق أشبه بمصنع عطور شيطانية!!!*..*

.

*والأطرف أنّ هذا السوق يصلح أن يكون ساحة معركة للخصوم والثأرات، فهو يجمع الأعداء والأصدقاء في مكان واحد. ..!!*

*ومع ذلك، لا حرب ولا قصف ولا حظر تجوّل يستطيع إغلاقه..!!*!

*فالأسواق كلّها قد تُغلق، إلا سوق القات، فهو مشروع "استراتيجي" تديره قوى لا تقل عن إبليس نفسه دهاءً وإصرارًا..!!!.*

*.

*أما المشترون، فقد أصابهم الإدمان حتى العمى ..!!!*

*يرون السوق جنّةً خضراء، يبتسمون وينفقون دون تردّد، وكأنهم في حالة "سُكر شرعي…*".


*ولكن العجب العُجاب:*

*حين يذهب أحدهم ليشتري حاجةً لأسرته، يصبح فيلسوفًا في الحسابات، ويجادل البائع على نصف ريال حتى يُلغي الصفقة كلّها..!!!*

*أما عند شراء القات، فلا يعرف مساومةً ولا مراجلة، يمد يده بالفلوس وكأنها صدقة جارية..!!*!


*وللحق، فإن سوق القات يجمع كل المظاهر السيئة التي لا تجتمع عادةً في مكان واحد..!!!*

*ومن هذه المظاهر ازدحام خانق وزحام سيارات، تلوث بيئي من بقايا الأوراق والأكياس، ضياع وقت الناس في البيع والشراء والمقيل، نزيف جيوب الأسر، حتى صار القات منافسًا للخبز والدواء، مشاجرات ومخاصمات بين الحين والآخر تزيد السوق "إثارةً وتشويقًا"..!!!*

*غياب أي رقابة صحية، فالمبيدات تضاف للقات كما تُضاف البهارات للطعام..!!!*.


*نختصر الكلام*:

*سوق القات ليس مجرد سوق، بل هو "مسرح كوميدي تراجيدي" يضحكك من شدّة البكاء..!!!*

*والمصيبة أنّ مرتاديه لا يرون ما نراه نحن..!!!*.


*وقد تذكّرتُ مقولة طريفة لأحد كبار السن في منطقة هُدى بمديرية حبان – محافظة شبوة، قبل أربعٍ وعشرين سنة، حين كان يصف حال المخزّنين في ثلاث صور متتابعة؛ فقال:*

"*إنهم في أول النهار كالثعالب، يحيكون الحيل ويدبّرون ثمن القات ولو كانوا مفلسين. ..!!!*

*فإذا جاء بعد الظهر صاروا كالسباع، لا يعكّر صفو نشوتهم شيء، حتى لو جلسوا في الشمس على قارعة الطريق متكئين على حجر..!!!*

*فإذا أقبل الليل وانتهى مفعول القات، تحوّلوا إلى قرود، يضجرون ويتقلّبون، يحكّون آذانهم من السأم والعجز عن النوم بعد زوال الانتشاء..!!!*.


*وما أصدق تلك الكلمات التي تختصر مأساة أجيالٍ أضاعت أعمارها وأموالها وصحّتها في نبتة لا تزيد حياتهم إلا ضيقًا وهمًّا. .!!!*

*فالعاقل من وعظ بغيره، ومن أدرك الدرس قبل فوات الأوان..*.


*نسأل الله الهداية للجميع، وأن يبصّر شبابنا لما فيه صلاح دينهم ودنياهم…*