آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-07:08م

حين تغيب خطبة الجمعة عن هموم الناس.. منبر بلا صوت!

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 04:17 م
علي هادي الأصحري

بقلم: علي هادي الأصحري
- ارشيف الكاتب


اتساءل بحرقة صادقة عن الغاية من خطبة الجمعة

أليس من المفترض أن تكون الخطبة مرآة لأوجاع الناس؟ أن تعالج قضاياهم وتُذكّرهم بحقوقهم وواجباتهم وتربط بين ما يعيشونه وما يجب أن يكون؟


نعم نعلم أن للخطبة دوراً توعوياً وإيمانياً عظيماً ولكن لماذا هذا الانفصال الغريب عن واقع الناس؟

كيف يكون الحديث عن ملذات الحياة وترك الترف ونحن نعيش في بلد أنهكه الفقر وضربه الجوع وسُحقت كرامة أبنائه بين جوعٍ وقهر وانقطاع رواتب ونقاط جباية؟

كيف لا تُطرح قضايا كبرى تشغل الأذهان مثل ما يحدث في غزة من مذابح أو ما يجري في السودان من دماء أو حتى ما نعانيه نحن في اليمن من حربٍ مستمرة وفوضى أمنية وتهاون مريب في ملف دخول الأفارقة؟


أتمنى يوماً أن أعود من المسجد ويحدثني ولدي قائلًا: يا أبي كانت الخطبة اليوم عن وجعنا عن أملنا عن ما نراه في شوارعنا وأسواقنا ووجوه الناس المطحونة.

لكن للأسف أشعر وكأن من يخطب لا يعيش معنا في نفس هذا الوطن أو كأننا نحن في كوكب وهم في كوكب آخر.

نعم أعترف أنني مقصّر ولسنا ملائكة لكن هذا لا يمنع من قول الحق.

المنابر يجب أن تكون صوتاً للناس لا صدى بعيداً عنهم.

فالساكت عن الحق شيطان أخرس والمجتمع لا يُصلحه إلا صوت الحق حين يُقال في وقته ومكانه.


منبر الجمعة أمانة فكونوا على قدرها.