آخر تحديث :السبت-08 نوفمبر 2025-04:33م

ليس دفاعاً عن الزنداني

الخميس - 06 نوفمبر 2025 - الساعة 06:03 م
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب


ليس دفاعاً عن وزير الخارجية الدكتور شايع محسن الزنداني، ولكن إنصافاً للحقيقة ووقوفاً عند ما قاله الرجل بكل وضوح ومسؤولية.

تصريحه الأخير بشأن عدم وجود ما يُعرف بـ”حل الدولتين” في أجندة الحكومة الشرعية لم يكن خروجاً عن النص، ولا إساءةً لقضية الجنوب كما صوّرها البعض، بل هو تعبير صادق عن الواقع السياسي الراهن الذي يعرفه الجميع — بما فيهم قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي نفسها.


ما قاله الزنداني هو الواقع كما هو: لا توجد اليوم أي خطة أو مشروع رسمي أو دولي يتبنى تقسيم اليمن إلى دولتين. هذا الموقف ليس اجتهاداً فردياً من الوزير، بل هو ما تؤكده مخرجات مشاورات الرياض (أبريل 2023)، وبيانات التحالف العربي، والمجتمع الدولي بأسره.

ومع ذلك، قامت القيامة على الرجل، وكأن من يتحدث بالواقع يرتكب جريمة.


من حق الجنوبيين أن يناضلوا من أجل قضيتهم، ومن واجب الجميع احترام تطلعاتهم، لكن من غير المنصف أن نحاكم كل صوت واقعي أو عقلاني بتهمة “الإنكار” أو “العداء للجنوب”.

السياسة لا تُدار بالعواطف ولا بالشعارات، بل بالممكن والمتاح، وبما يخدم مصالح الناس لا أوهامهم.


تصريح الزنداني لم ينفِ القضية الجنوبية، ولم يستخفّ بتضحيات أهل الجنوب، بل وضع الأمور في إطارها الحقيقي: أن أي حل للقضية الجنوبية يجب أن يكون ثمرة حوار يمني–يمني وتوافق وطني شامل، لا قرارات مفروضة من الخارج ولا شعارات تُرفع في الهواء.


من المؤسف أن تتحول المواقف الوطنية الصادقة إلى مادة للشيطنة والتشهير، بينما الصمت والنفاق السياسي يُكافأ بالتصفيق.

البلد يعيش واحدة من أعقد مراحله، وما نحتاجه اليوم ليس المزيد من المزايدات، بل الصدق مع الذات ومع الشعب.


ولهذا أقولها بوضوح:

الدكتور شايع محسن الزنداني لم يقل إلا الحقيقة، والحقيقة لا تحتاج إلى اعتذار.