آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-06:31م

فلياكلوا البسكويت

الأحد - 02 نوفمبر 2025 - الساعة 08:20 ص
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


طالعت في اكثر من وسيلة اعلامية جنوبية ان سعادة السفير خالد بحاح استقبل معالي وزير الدولة محافظ عدن في مقر السفارة اليمنية في القاهرة.


الغريب في الامر هو فعل (الإستقبال) فالسفارة ليست ارضا بحاحية بل جزء من سيادة اليمن التي يمثلها الوزير لملس بصفته وزير، والصحيح هو ان يتم ذكر الوزير قبل السفير حتى وان كان السفير ذات يوم نائب رئيس دولة، فهناك مثله تخلوا عن دورهم الوطني وذهبوا للاستجمام في السفارات هم وعائلاتهم.


والصحيح ايضا ان الوزير ذهب ليتفقد اداء السفير وجيشه في خدمة اليمنيين هناك فقط، وهذه هي حدود عمل سفاراتنا مضافا اليها الجبايات التي يجلدون بها ظهور المغتربين، وهذه اولى الاثافي التي نستعرضها في هذا المقال.


اما الثفية الثانية فتتمثل في إصرار الوزير حيدان على رقمنة الهويات الشخصية بآلاف الريالات لأناس لا يجدون قوت يومهم ولم يحصلون على رواتبهم التي لا تكفي أقل القليل من الضرورات الحياتية.


الاهم من ذلك ان البيانات الخاصة للناس ستكون عرضة للاختراق من قبل الهكرز ناهيك عن اجهزة مخابرات معادية، ويفترض ان يكون الهاجس الأمني من اولى اولويات الوزارة والوزير كوزير أمن.


احدى المواطنات شكت من انها لم تستطع استخراج شهادة ميلاد ابنها الا بالبطاقة الاليكترونية لها ولزوجها وهم لا يملكون المال لذلك.


فاذا اهملنا الجانب الامني فلتنظروا الى الحالة المعيشية للناس، لماذا لا تكون هذه البطاقات مجانية بوصفها حق دستوري مجاني؟ فوزارة الداخلية ليست وزارة موارد وارباح يجنونها من طعام اطفالنا كما تفعل بعض مؤسسات التكسب.


اما ثالثة الاثافي فهي الاجهزة الحكومية المختلفة التي يفترض بها الصرامة في تنفيذ القرارات، فتثبيت سعر صرف الريال صمد بفضل شجاعة دولة رئيس الوزراء والدعم السياسي والفني من الدول والمؤسسات المالية الدولية لكنه تصاحب بتراخي الاجهزة الادارية والفنية المحلية التي يفترض بها اذرع الحكومة في تنفيذ القرارات، ولو نزل هؤلاء من ابراجهم العاجية الى الشارع لرأوا جشع التجار.


هذه الاثافي الثلاث، وغيرها الكثير، تدل على ان كثير من الاجهزة السياسية والادارية والفنية وشخوصها يعيشون في (عالم موازي) بعيد عن الواقع تماما، واننا مدينون باعتذار لغباء الامبراطورة الفرنسية ماري انطوانيت التي قيل لها ان الشارع يثور لانه لا يجد خبزا، فقالت وهي مسكونة بعالمها الموازي (ولماذا لا ياكلون البسكويت؟).


عندنا يا سيدة ماري يأكلون الناس من الزبالة، ولدينا نخبة من الاغبياء يعيشون في عالم موازي مشتت الاوصال، وفوق عجزهم عن توفير الخدمات والعيش الكريم للمواطن يجلدون الناس برسوم واتاوات مزاجية.


عدن

١ نوفمبر ٢٠٢٥م.