آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-04:45م

جابر عثرات الكرام والحاكم الأول في اليمن

السبت - 01 نوفمبر 2025 - الساعة 12:24 ص
عبدالسلام فارع

بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب


تواصلا لابداعاته المتتالية ومشاركاته ومراسلاته المتميزة هاهو جابرعثرات الكرام

الرجل النبيل والحكيم الاستاذ عبدالواسع هائل سعيد...


يتحفني من جديد باختياراته المتألقة حيث جاء الاختيار هذه المرة من خلال الشاعر اليمني الكبير محمد محمود الزبيري...


ومن خلال ما كتبه في مجلة العربي في عددها الاول عام ٥٨ م تحت عنوان الحاكم الأول في اليمن...


ويقصد به شجرة القات الخبيثه واصفا اياها بالمشكلة العويصة قبل ٦٠ عاما ولم يدر بأنها صارت اليوم بوضعها الوبائي السرطاني بمثابة الحاكم والمتحكم في حياة الشعب....


فشكرا للهائل الجميل عبد الواسع هائل وألف رحمة ونور على شاعرنا الكبير الراحل محمد محمود الزبيري...


ولنتابع معا مفرداته بل درره النادره...


" (القات) شيطان نبت من الأرض ؛ ليلتهم غذاء النباتات البريئة، ثم أوقع الإنسان اليمني في فتنته، وزاحم الأغذية في معدته، وجرى مجرى إبليس في دمه، وولج ولوج اللص إلى خزانته....


يطارده صباحاً في رؤوس الجبال، ويؤرقه ليلاً مشرداً في متاهات الخيال، يهزأ بعقله وأعصابه ؛ متنقلاً بهما بين السرور والحزن، وبين الإقدام والإحجام وبين الهزيمة والنصر وبين الغنى والفقر وبين المنطق والجنون....


والإنسان اليمني يعيش لسحره الشيطاني نصف العمر في صور ملونة مفتعلة كأفلام المغامرات وأحداث مثيرة كأساطير الأطفال تستهلك فيها رجولة الرجال وعزائم الأبطال، يتلاشى فيها الحقد فيصبح مسالماً كالحب، ويضمحل فيها مفعول الحب فيصير سلبياً كالعزوف والنسيان....



ذلك هو سلطان نبات القات الشجرة الملعونة في أرض اليمن. أنه حقاً الحاكم الأول باليمن، الحاكم الطاغية المستبد، يتحكم في كافة مجالات الحياة اليمنية صغيرها وكبيرها

. وإذا كان الفرويديون يقولون أن الطاقة الجنسية هي التفسير الحق وراء كل سلوك إنساني، والماركسيون يقولون أن الاقتصاد هو السر الكامن وراء التاريخ والحضارات، فإننا نحن اليمنيين نستطيع أن نقول إن شجرة القات هي الحاكم والمتحكم في حياة الشعب العربي في اليمن، والمتحكم حتى في الاقتصاد وفي الطاقة والدوافع الجنسية.

إنها نظرة واقعية تلتهم الفرويديين والماركسيين معاً. وإلى هنا، ربما كان كلامي عند غير اليمنيين يبدو كالألغاز. ولعله حق من حقوقنا نحن عرب اليمن أن نجذب اهتمام القراء لحظات معدودة إلى سرنا اليمني المستغلق...."