آخر تحديث :الإثنين-27 أكتوبر 2025-10:22م

هونها وستهون يا أبا زين...!

الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - الساعة 02:33 م
منصور العلهي

بقلم: منصور العلهي
- ارشيف الكاتب


منه تعلمنا أن الحياة الدنيا ما هي إلا رحلة عبور مؤقتة وقصيرة تعبر بنا إلى الدار الآخرة ، ومنه تعلمنا كيف نواجه منغصات و أعباء الحياة بمزيد من الصبر...!


ومنه تعلمنا أن نعالج الامور والصعاب بهدؤ وتروي ..

وان نقابلها بصدور رحبة..

وأنه مع التحلي بالصبر والمرونة في التعامل مع كل ما يحيط بنا في هذه الحياة المتعبة ستحل العقد وتسير الامور إلى الأفضل...


اجريت اليوم إتصالٱ تلفونيٱ - وكعادتي مع كل صباح - لأسلم على استاذنا ومعلمنا القدير الشيخ ناصر الوليدي أبا زين ورن التلفون عدة مرات حتى انقطع الرنين ولم يرد على مكالمتي...!

أعدت الإتصال مرة أخرى كي اطمئن عن ابي زين ، فهذه ليست من عوائده ألا يجيب على إتصالاتي...!

فرن التلفون مرة ، ثم الثانية ، ليرد بعد الرنة الثالثة...

فحمدت الله ان أبا زين في صحة وعافية..

بادرته بتحية الإسلام - السلام عليكم - ليرد علي بأحسن منها...


تحدثنا كالعادة عن اخبار البلاد والعباد والاصحاب وكل الأحبة...

بعدها أنهينا المكالمة واغلق كل منا هاتفه...


لكن هذه المرة لم تكن نبرة صوت حبيبنا أبا زين كالمعتاد...!!

هناك تغير واضح في نبرة صوته..

وشعرت وأنا أحدثه وكأن هم ثقيل جاثم على صدره...!


تعجبت واحترت...

وكيف لقلب رجل (كأبي زين) أن يشعر بكل هذا الحمل الثقيل...؟

وكيف لنبرة هذا الصوت التي كنا بمجرد سماعها تسري في نفسياتنا الطمأنينة والتفاؤل وحب الحياة ، أن تتغير وتتبدل لتوحي لنا بأن هناك شيء ليس بالهين طرأ على حياة شيخنا الفاضل ابا زين...؟!

وحدثت نفسي لأهون عليها بعض من هذه التكهنات ، بأن الدنيا هي هكذا نعيش تغلباتها واوجاعها وآلآمها...

فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه العزيز :

(لقد خلقنا الإنسان في كبد)


لم أجرؤ على مصارحة الاستاذ ناصر ، ولم استفسر منه عن ما لاحظته في تغير نبرة صوته الواضحة...!

وفضلت أن أرجع لأدون واسجل هنا كل ما انتابني من شعور أثناء اتصالي المسبق به ، وابوح بكل هذه الهواجس التي ربما لم تكن حسب ما توقعت أو تصورت...!

لكنني اقول لشيخنا الفاضل:

أنت لا تحمل هم عائلتك فحسب ، بل تحمل هم أمة...هم الفقراء والمساكين والمرضى...

وتحمل هم الأرامل والعجزة...

تحمل هموم هذا المجتمع الذي تتمنى ومعك كل الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن الجريح ان تتحسن اوضاعه في كافة مناحي الحياة...!

فمن الطبيعي أن تتغير نبرة صوتك ومن الطبيعي أن يواجه قلبك المحب للجميع كل هذه الأثقال...!


ولا يسعني في هذا المقام إلا أن اهدي حبيبنا أبا زين هذه الابيات الشعرية الجميلة:


إذا اشتملت على اليأس القلوب...وضاق بها الصدر الرحيب.

وأوطنت المكاره وأطمأنت...وارست في إماكنها الخطوب.

ولم ير لإنكشاف الضر وجه...ولا أغنى بحيلته الأريب.

أتاك على قنوط منك غوث...يمن به اللطيف المستجيب.

وكل الحادثات إذا تناهت...فموصول بها الفرج القريب


✍️منصور العلهي

27 اكتوبر 2025