آخر تحديث :الخميس-20 نوفمبر 2025-08:06ص

نمتدح الدكتور مختار الهيثمي وكيل الأوقاف ولا نفيه حقه.

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - الساعة 07:19 م
غازي المفلحي

بقلم: غازي المفلحي
- ارشيف الكاتب



غازي المفلحي


لماذا يكون امتداح المسؤول الحكومي المتصف بالتفاني والإخلاص والنزاهة امرا مستحبا اذا كان المجتمع يعيش اوضاعا شاقة وعصيبة ؟

والجواب هو لأن المسؤولين الحكوميين هم من يمسكون مفاتيح السلطة التي ترتبط بها حياة الناس ، ولذلك فإن حاجتنا ملّحة لتعزيز القدوة الحسنة التي عنوانها الكفاءة في القدرات ، والإخلاص في العمل ، والصدق في الأداء ، والتعفف عن المال العام  ، وهي مواصفات شائعة يتوجب ان يتصف بها المسؤول الحكومي في أي مجتمع وفي اي زمان ، وفي الظروف العادية عندما تكون الدولة قوية والقانون يفرض نفسه فان الجميع سيمتثل له سواء بقناعة او بالإكراه ، لكن الامر يختلف في مراحل انهيار الدول ، حيث تضعف الرقابة الرسمية وتتلاشى قدرة القانون على فرض الحساب والعقاب ، حينها يصبح الرقيب الداخلي النابع من الضمير هو الذي يحكم السلوك الخاص والعام بافتراض وجود هذا الضمير ، فاذا غاب فسوف تكون النتائج كارثية كما هو حال مجتمعنا اليوم .

لذلك يصبح واجبا علينا عندما نصادف مسؤولين حكوميين أصحاب ضمائر حية ان نشير اليهم بالبنان ليس من باب المجاملة او الرياء بل من باب الإنصاف وتشجيعا للاخرين للسير على نفس الدرب في طريق العصمة والأمانة والإستقامة والتواضع .

بهذه الصفات الجميلة يطل علينا الدكتور مختار الهيثمي من موقعه كوكيل لوزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة ، فهو واحد من قلة في الجهاز الحكومي لا يزالون يتعاملون مع المنصب كأمانة ومسؤولية لا كغنيمة وامتياز ، بابه المفتوح للجميع شاهد على التزام وطني واخلاقي بتذليل أي عوائق قد تعترض أداء الحجاج والمعتمرين اليمنيين لعباداتهم براحة وخشوع وطمأنينة ، تواضعه الجم ، وابتسامته التى يستقبل بها زوارة ومودعيه تدل على حسن الخلق الذي يتمتع به ، تعامله مع وكالات الحج والعمرة بقدر ما فيه من حزم لا يقبل التهاون والتفريط في أداء المهام الموكولة اليها لخدمة ضيوف الرحمن ، فأنه لا يتردد في بذل الجهد بأمانة وحرص لتذليل ما قد يعترض عملها من صعوبات او عقبات .

أمثال الدكتور مختار يمثلون شعاع الأمل الباقي في مؤسسات الدولة المنهارة ، وهم من يمنحوننا الثقة بأن الخير لا يزال حاضراً وإصلاح ما افسده الدهر والمفسدون لا يزال ممكناً، لذلك فإن تكريمهم ولو بالكلمة الطيبة ، والإشادة بمواقفهم المشرّفة ، ليس ترفًا إعلاميًا او شكلا من اشكال المداهنة بل واجب تفرضه طبيعة المرحلة ، فالمجتمعات لا تنهض إلا عندما تحتفي بنماذجها المخلصة وتبرزها لتكون قدوة لحاضرها وللأجيال القادمة.