آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-01:15ص

شعرة الرئيس سالم

الخميس - 23 أكتوبر 2025 - الساعة 11:39 م
ياسر الأعسم

بقلم: ياسر الأعسم
- ارشيف الكاتب



> نحبه، لكننا نكذب إن قلنا إننا كنا نؤمن بنجاحه، ونظن أنه هو نفسه كان في شك من أمره، لكنهم لم يتركوا لنا خياراً آخر سوى أن نتشعبط بشعرة سالم.

> استلم "بن بريك" رئاسة الحكومة في ظروف صعبة ومعقدة، وفي بلد بلا سيادة، تقوده شرعية متصارعة، وسياسة طائشة، وعصابة خليط من المخبرين والمعربدين والفاشلين والفاسدين.

> لا ندري أَنشفق عليه أم نلومه أم نرثي حالنا، وبصراحة مازلنا لا نفهم دوافع قبوله منصب رئيس الحكومة، ولا نملك يقيناً على ماذا يراهن!.

> كان شاهداً رئيسياً على تجربة سلفه الدكتور بن مبارك، وقد شغل وزارة المالية في حكومته، ويعلم أكثر من أي شخص آخر أسباب فشله واستقالته، والمستنقعات التي تغرق فيها الشرعية، وتفاصيل صراع بن مبارك مع منظومة الفساد وأذرعها الحقيرة الكثيرة.

> نكرر أننا نحبه، ونفتش عن ثغرة لكي نمدحه أو حتى نعذره ونراه في دور المنقذ، لكن ما يحدث لنا اليوم، يجعلنا نظن أن مشاعره الإنسانية ومواقفه الوطنية لا تكفي لمواساتنا أو لرفع أسهمه.

> يسافر إلى كل الدنيا ويستجدي العالم المساعدة، وعلى الرغم من حديثهم عن منحه صلاحيات واسعة، إلا أننا نحسب ذلك ليس أكثر من حقن منشطة ومحاليل جفاف لقحط رئاسته.

> كوابيسنا تعيش بيننا لا في الخارج، ولا نحتاج إلى مجهر لنراها مبهررة داخل مناطقنا المحررة، تجعل معاناتنا واقعاً حسياً نعيشه في كل بيت، وتفتك بالبسطاء مادياً ومعنوياً وإنسانياً.

> ثمانية رؤساء، كل منهم سلطته من رأسه، وأكثر من عشرين وزيراً، وجيش من المسؤولين يعاد تدوير فشلهم وفسادهم على عينك يا شعب، وطابور لا نعرف آخره من العائلة والحاشية والبلاطجة الذين يعيشون في هندول الشرعية الفاسد.

> هؤلاء لن يرحموك يا سالم، ولن يتركونا في سلام، وإن كنت تظن أنك "جني" وستسايرهم حتى تسحب البساط من تحتهم، فأنت واهم، إنهم أساتذة في الإبلسة، ومدارس متخصصة في الملعنة والخيانة، يراقبونك ولسان حالهم يقول، "عادك إلا صغير".

> أن المسمار الذي ستحاول أن تدقه في نعشهم، سيدقون مثله ألف مسمار في نعشك ونعوشنا.

> مازلنا، وسنظل خلفك يا سالم، فلا يسعنا إلا أن نتشعبط ببصيص أملك، وفي بؤس محاولتنا لمؤازرتك، يتساءل شعبك المسحوق والمدعمم، ونحن من سيؤازرنا؟.

> المحزن يا سالم أن حالنا يصعب على الكافر، والمؤسف أننا نتوسل ضعفنا، الله يعينك ويعيننا.

> إلى من تشيرون بأصبعكم يا سالم؟، إننا لا نرى أحداً!.

-ياسر محمد الأعسم/ عدن 2025/10/23