إن أبرز تحدٍ يواجه الاستثمار في بلادنا وتحديدا محافظة ابين، ليس فنيًا أو تسويقيًا، بل هو التحدي الأمني والمجتمعي،ومايحصل مع. كوادر مصنع اسمنت باتيس خير مثال وخير شاهد ،لقد تعرض كوادر مصنع اسمنت باتيس مرارا"وتكرارا"، بمن فيهم مهندسون وخبراء، لاعتداءات وحوادث اختطاف، مدفوعة بمطالب غير مشروعة تارة، وأخرى تتعلق بتنفيذ مشاريع خدمية تخرج عن نطاق مسؤولية الشركة المباشرة، مثل المطالبة بالكهرباء وتوفير المياه.
إن هذه الحوادث لا تمثل اعتداءً على المستثمر فحسب، بل هي طعنة في ظهر التنمية المحلية التي يمثلها المصنع. فكيف يمكن لكيان استثماري عملاق أن يستمر في بيئة لا توفر الحد الأدنى من الحماية والأمان لمنشآته وكوادره؟
إن استمرارية مصنع إسمنت الوحدة باتيس واجب ومسؤولية الجميع. وعلى السلطات المحلية والأمنية في محافظة أبين أن تدرك أن الحفاظ على هذا الصرح الاستثماري العملاق هو حفاظ على شريان اقتصادي حيوي، ومصدر رزق لمئات الأسر. ويجب عليهم توفير حماية أمنية فعالة تضمن سلامة الكوادر والعملية الإنتاجية.
و على المجتمع المحلي أن يعي أن هذا المنشأت هو ملكه وملك الأجيال القادمة. وإن نشر الوعي بأهمية الحفاظ علىها، ورفض الأعمال الهمجية الطاردة للاستثمار، هو خط الدفاع الأول عن هذا المنشات العملاقة.
ففي ظل الأوضاع الراهنة، يستمر "عملاق أبين" في العمل و الإنتاج بكامل طاقته، مؤكدًا التزامه بتقديم منتجات عالية الجودة مساهما" في معالجة مشكلة البطالة. لكن يبقى السؤال الأبرز والذي يبحث عن إجابة إلى متى سيصمد هذا الصرح الاقتصادي أمام عواصف الواقع !! وهل ستنتصر لغة الاستثمار والبناء على فوضى التهديد والابتزاز؟