آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-04:18م

مريس بلا مشفى والمآسي مستمرة!

الجمعة - 17 أكتوبر 2025 - الساعة 10:00 م
د. مطيع الاصهب

بقلم: د. مطيع الاصهب
- ارشيف الكاتب


في قلب مريس، تلك البلدة الصامدة التي دفعت أثمانا باهظة في سبيل الكرامة والوطن، يغلق المستشفى الريفي الوحيد (غول الديمة) منذ أكثر من عامين، وكأن أبناء هذه الأرض لا يستحقون حتى الحد الأدنى من الرعاية الصحية.


مستشفى غول الديمة الريفي لم يكن مجرد مبنى، بل كان الأمل الوحيد في منطقة تغص بالنازحين، وتعاني من انعدام المرافق الصحية الأساسية. قبل عامين فقط، تم ترفيعه من مركز صحي إلى مستشفى ريفي، في خطوة كانت تبشر بالخدمة والتنمية، لكن سرعان ما خفت الأمل، وأُغلقت الأبواب في وجه المحتاجين، دون توضيح، دون مساءلة، ودون بديل.


مريس التي قدمت شهداء في ميادين الشرف، والتي قاومت المليشيات واحتضنت النازحين، لم تجد من ينصفها لا في الماضي ولا في الحاضر.

أين هي الجهات المعنية؟ أين هو دور وزارة الصحة، والمنظمات، والسلطة المحلية؟ هل يعقل أن تظل هذه المنطقة الكبيرة بلا نقطة طبية فعالة تخفف معاناة المرضى، تنقذ الأرواح، وتداوي الجراح؟

الإغلاق ليس فقط تقصيرا إداريا، بل جريمة صمت في وجه الإنسانية. كيف يمكن السكوت على هذا الحال بينما النساء تلد في الطرقات والمرضى ينقلون عشرات الكيلومترات لأجل علاج بسيط؟

مريس اليوم لا تطلب المستحيل، فقط تطلب حقها في الحياة، في مستشفى واحد يداوي أبناءها، ويخفف من جراحها.


فمن ينصف مريس؟ ومن يعيد الروح لمشفى أُغلق ظلماً؟

والسؤال الذي لايزال يتردد في أذهان الجميع

لماذا اغلق المستشفى ؟ ومن يتحمل المسؤوليه ؟

هل هناك دراسة وضعت؟ هل هناك تقييم للاحتياج؟ أم أن الإغلاق تم فقط لأن مريس لا تملك من يصرخ باسمها في المكاتب العليا أو أمام الكاميرات؟


مريس ليست منطقة هامشية، بل صمام أمان للضالع ولليمن عموما. قدمت خيرة شبابها، وما تزال، في جبهات القتال وفي ساحات الشرف، ومع ذلك، تعاقب بالإهمال، وتمنع حتى من حق الحياة.

نحن لا نكتب فقط لنشكو، بل لنطالب بإعادة فتح مستشفى غول الديمه فورا وتوفير طاقم طبي وإداري كافي وكذالك دعم المستشفى بالأدوية والمستلزمات الأساسية.


واخيرا نقولها بوضوح :مريس لن تصمت طويلاً. وما لم تفتح أبواب هذا المستشفى المغلق، ستظل أبواب الألم مفتوحة على مصراعيها .