آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-01:24م

قمة شرم الشيخ للسلام.. مصر تعود إلى قلب المشهد العالمي

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 11:57 ص
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


اليمن... أولاً

في لحظةٍ فارقة من التاريخ الإقليمي والدولي، تتجه أنظار العالم إلى مدينة السلام شرم الشيخ، حيث يستضيف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قمةً دولية كبرى تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام – اتفاق إنهاء الحرب في غزة"، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعددٍ من قادة وزعماء العالم.

إنها ليست مجرد قمة سياسية، بل هي عودة مصر إلى دورها التاريخي كصانعة للسلام وراعية للاستقرار في منطقةٍ أنهكتها الحروب والنزاعات.


منذ توليه القيادة، أدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الاستقرار الإقليمي لا يتحقق بالقوة العسكرية وحدها، بل برؤيةٍ شاملةٍ تجمع بين العمق السياسي والبعد الديني والإنساني. وهذا ما ميّز التجربة المصرية خلال العقد الأخير، حيث تآلفت المؤسسة السياسية مع المؤسسة الدينية الأزهرية في مشروع وطني متكامل، يقوم على الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف، فكان الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب شريكًا فكريًا وروحيًا في ترسيخ ثقافة الحوار والتعايش، بينما قادت الدولة المصرية جهودها على المستوى الإقليمي والدولي لترجمة هذه القيم إلى مبادرات ومؤتمرات ومواقف عملية.


ولعلّ قمة شرم الشيخ للسلام تأتي تتويجًا لهذه المسيرة، فهي رسالة مصر إلى العالم بأن صوت الحكمة لم يمت، وأن السلام لا يزال ممكنًا إذا توافرت الإرادة الصادقة والرؤية المتوازنة. فالدعوة التي وجّهها الرئيس السيسي للرئيس ترامب ولعددٍ من القادة والوفود من أكثر من عشرين دولة، تؤكد أن مصر لا تبحث عن مجدٍ ذاتي، بل تؤدي دورها الطبيعي كجسرٍ بين الشرق والغرب، والعرب والعالم.


لقد أثبتت التجارب أن الوسطية المصرية، التي جمعت بين العقل السياسي للدولة وميراثها الحضاري والديني، كانت دائمًا صمام أمان في مواجهة الفوضى الفكرية والسياسية. ومثلما واجهت مصر الإرهاب بالأمن والفكر معًا، ها هي اليوم تواجه أخطر تحديات الإنسانية – الحرب – بالفكر والسلام معًا.


إن انعقاد هذه القمة في شرم الشيخ ليس اختيارًا جغرافيًا فحسب، بل اختيار رمزيّ؛ فهي مدينة السلام التي شهدت على مدى عقود مؤتمرات دولية كبرى، وها هي اليوم تستعيد رسالتها من جديد في ظل قيادةٍ واعية تُعيد لمصر مكانتها ودورها القيادي في محيطها العربي والإسلامي والدولي.


وفي الوقت الذي تتطلع فيه الشعوب إلى نهايةٍ كاملة مأمولة للحرب في غزة، فإن مصر تقدّم من خلال هذه القمة أفقًا جديدًا للسلام الإنساني القائم على العدالة والكرامة وحق الشعوب في الحياة، لتثبت للعالم أن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في القدرة على جمع المختلفين حول طاولة الحوار.


إن التاريخ، وهو يسجل هذه اللحظة، سيذكر أن مصر السيسي والأزهر الطيب وقفا معًا ليقولا للعالم:

السلام قوة وعدل واخلاق.