اليمن.... أولاً ..
هذه التشكيلات المسلحة ، المدعومة أحيانًا من قوى إقليمية، نهشت مؤسسات الدولة وغيّرت الولاء من الوطن إلى الجماعة، فجعلت السلاح وسيلة إدارة الصراع والابتزاز. الشمال والجنوب والوسط كلٌ يحمل سرديته وادعاءه بأنه "اليمن الحقيقي"، بينما المواطن يعاني فقرًا وخوفًا وغيابًا للخدمات الأساسية.
الحل الواقعي يبدأ بأمرين متوازيين: أ) كسر احتكار السلاح عبر برنامج مهني وشفاف لدمج وترقيم وإصلاح الأجسام المسلحة داخل جيش واحد مؤسساتي يخضع للدستور، ب) استعادة الدولة الاجتماعية بتأمين الرواتب والخدمات الأساسية كأساس للتوافق الوطني. دون ذلك تظل أي اتفاقيات هشة في فنادق الخارج بلا طائل. النجاة تتطلب مشروع دولة مدنية عادلة، وإرادة شعبية جريئة ترفض حكم البندقية وتؤمن بالحوار والقانون كمخرج وحيد لبناء يمنٍ موحد يعلو فيه الحق على القوة.