آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-09:15م

إغلاق التعليقات.. حين تخاف المؤسسات من صوت الناس

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 01:15 م
علي صالح العيسائي

بقلم: علي صالح العيسائي
- ارشيف الكاتب


في اليمن، تحولت صفحات الوزارات والهيئات الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى جدران صامتة، بعد أن أُغلقت فيها أبواب التفاعل، وكمّمت أصوات الناس.


ومن أبرز الأمثلة على ذلك:

وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، التي يُفترض أن تُصغي لأنين وأصوات المغتربين والنازحين في مختلف دول العالم، واتحاد كرة القدم، الذي يُفترض أن يتفاعل مع جمهوره الرياضي العريض، ويستمع إلى آرائهم وهمومهم.


لكن هذه الجهات وغيرها اختارت الطريق الأسهل: إغلاق التعليقات، وكأنها تقول للمواطنين: "نحن نتحدث، وأنتم تصمتون."


من يخشى رأي الناس لا يثق في نفسه، ومن يُغلق باب النقد إنما يعترف ضمنًا بفشله.

فالشعب هو مرآة مؤسساته، ومن يغلق عينيه عنها لن يرى عيوبه حتى يسقط.


إن التواصل الحقيقي لا يكون بنشر الصور والبيانات الرسمية، بل بالاستماع، والتفاعل، والاعتراف بالأخطاء، والعمل على معالجتها.


فالمؤسسات التي تخاف من صوت الناس، تفقد شرعيتها قبل أن تفقد احترامهم، والثقة لا تُبنى بالجدران المغلقة، بل بالحوار المفتوح والجرأة على مواجهة الحقيقة.

.