آخر تحديث :الأحد-19 أكتوبر 2025-01:08ص

في زمن المعراصة ...

السبت - 27 سبتمبر 2025 - الساعة 09:26 م
جمال لقم

بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


خلال سنوات تواجدي في بلاط و عالم صاحبة الجلالة كنت دائما اتحاشى الكتابة ب اللهجات العامية و بالذات (السوقية) بسبب أنني نفسي لا أفهم أو اعرف معنى الكثير من ألفاظها و كلماتها ..


كنت أسمع و اقراءكلمة (المعراصة) تتردد من قبل البعض في الشارع و الأسواق لكنني لم اسع للبحث عن معناها و أصلها اللغوي و أستمر الحال بي هكذا و طالما اني لا افكر في استخدامها مطلقا ..


حادثة الساعات القليلة الماضية مع الأستاذ فتحي بن لزرق أحدثت في نفسي ما يشبه إعادت الضبط و قررت الكتابة حولها بمصطلحات لغة كنت قد تحاشيت استخدامها كثيرا و منذ زمنا طويلا من أيام صاحبا الأمتياز المرحوم باشراحيل و صحيفة الايام وطيب الذكر الاستاذ أيمن محمد ناصر يعطيه الصحة و العافية ..


في زمن (المعراصة) كان المجلس الانتقالي الجنوبي بقياداته و مقدراته و منها الإعلامية يدعمون و يتبنون خطاب نقابة المعلمين في عدن و المحافظات الجنوبية بشأن الأضراب و تعطيل الدراسة ..و مثل كرتون (توم و جيري) كان الزعيم فتحي بن لزرق يقف ضد هذا الإضراب ..


اليوم و كما يبدو أن المجلس الإنتقالي الجنوبي قد نجح و حقق أهداف دعمه للأضراب فقد هلت على قياداته و صناع سياسته الإنسانية و الأهداف النبيلة و تحول إلى الضد و تحولت عصاه و جزرته إلى الجانب الآخر و الضغط على المعلم للعمل و أنهاء الأضراب و في ذلك تحول خطابه الإعلامي من حرصه بمصالح المعلم إلى توظيف خطاب آخر مفاده الحرص بطلاب المدارس و جيل المستقبل ..


أما بالنسبة ل فتحي بن لزرق فخطوته الأخيرة بدعم مطالب المعلم و تبني خطاب مطالبه فينظر إليها المعلم كخطاب حسن نوايا تجاهه على الرغم من هناك من يشكك فيها وانه يريد توظيف ذلك لأهداف أخرى و في الغالب سياسية ..


بين هذا و ذاك فأن ما يتمناه المعلمون هو أن يكون بن لزرق سندا و عونا لهم فرسالته سامية و الوقوف بجانبه تعني ألوقوف إلى جانب المستقبل و مشاعل العلم و التنوير ..


لم يعد المعلمون يعولون كثيرا على المجلس الإنتقالي فأهدافه سياسية و مرحلية تهدف إلى الفيد السياسي المؤقت و ما ينتج عنه من نفوذ و مال و سلطة تستفيد منه قياداته فقط ..