آخر تحديث :الخميس-16 أكتوبر 2025-08:06م

من ذكريات الطفولة...!

الأربعاء - 24 سبتمبر 2025 - الساعة 12:52 م
منصور العلهي

بقلم: منصور العلهي
- ارشيف الكاتب


قمت ليلة البارحة وتحديداً الساعة الخامسة عصراً بزيارة لبستان الحاج عوض سالم (عماره)

لأتذكر ايام الطفولة التي تعتبر اجمل ايام العمر على الإطلاق...!

فهي فترة البراءة وصفاء القلب والروح...

حيث يمتزج فيها اللعب و المرح مع بساطة القلوب ونقاء الأرواح...!

فعندما يعود الإنسان بذاكرته لأيام الطفولة وايام الدراسة يشعر بالحنين الدائم والشوق لتلك الأيام والسنين الخوالي ..!

ففي طفولتنا الإبتسامة الصادقة ..

وتظل هذه الذكريات نبضٱ للحنين ومصدرٱ للسعادة...

فالطفولة صفحة بيضاء نقية ..


عند وصولي لبستان (عماره) وقفت على أطلال ذلك البستان الذي كانت تزينه الأشجار الوارفة كأشجار الليم والعنباء وكذلك الخضروات بمختلف أنواعها...!

والذي كانت تفوح منه رائحة الفل والكاذي...!

وبمجرد وقوفي على أطلال البستان - الذي تحول الى ارض قاحلة عدا بعض من جدران الغرف المتهالكة وبركة الماء التي تصدعت جدرانها والبئر التي جفت مياهها - عادت بي الذاكرة والشوق لذلك الماضي الجميل والايام التي كانت من أسعد الايام....

تذكرت عندما كنا نذهب مساء كل يوم بصحبة والدنا الله يرحمه والذي تربطه بإلحاج عوض سالم (عماره) علاقة صداقة ليستقبلنا ويجلسنا تحت ظل شجرة كبيرة - لم يتبقى منها إلا الجذع - ويقدم لنا العنباء الطازج ويقوم بتقطيعه بنفسه...!


وبعد أن نكمل أكل العنباء نذهب للعب والمرح بين الأشجار بينما يبقى والدي مع صديقه عوض سالم رحمهما الله واسكنهما الجنة يتبادلان أطراف الحديث لحين قرب اذان المغرب...


وقبل أن نغادر البستان يهدينا العم عوض سالم بعض الخضروات الموجودة كالطماطم والباذنجان والبسباس الاخضر وغيرها من الخضروات المتوفرة...!

نغادر البستان ونحن في قمة السعادة والإنبساط...!


وهكذا فأننا نجد في إستدعاء الماضي الجميل ملاذاً لإحياء تلك المشاعر والأحاسيس التي توفر نوعاً من الراحة والملاذ النفسي في هذا الزمن الذي تغيرت فيه نفسيات الناس وتبدلت أحوالهم بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية..


ولله درالشاعر حين قال:


أرجع زمان الأمس من صفحاتي...ما اجمل الايام بعد فوات.

ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها... دوماً إذا ذاق الفؤاد بآهات.

زمن تولى من ربيع حياتنا...في ظله ما اجمل الاوقات.

نلهو ونمرح والسعادة عندنا...ما اصدق البسمات والضحكات.

نجري ونجري ليس ندري أنها...تجري بنا الأعمار في الساعات.

ونلاعب المطر الخفيف إذا أتى...وعلى اليدين تساقط القطرات.

ما اجمل الايام تمضي غفلة...زمن الصفاء يمر في عجلات.

وكبرت لكني صغرت لأنني...ما زال قلبي صادق النبضات.


رحم الله الوالد سالم محسن العلهي وصديقه الوالد عوض سالم (عماره) واسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة.


✍️منصورالعلهي

24 سبتمبر 2025