كتب / عدنان حجر..
يُصادف اليوم الأحد الذكرى الحادية عشرة لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على شرعية الدولة اليمنية التوافقية في 21 سبتمبر 2014م، وهو الانقلاب الذي ادخل اليمن في أتون حرب دامية ومعاناة انسانية غير مسبوقة ..ومثل هذا اليوم في خلاصته نكبة وطن وكارثة شعب ...
فقد شكّل الانقلاب الحوثي نقطة سوداء في تاريخ اليمن الحديث، إذ أطاح بمؤسسات الدولة الشرعية، وفتح الباب أمام التدخلات الإقليمية، ومهّد الطريق لحروب متواصلة خلفت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين...
فما جرى في 21 سبتمبر 2014م لم يكن مجرد تغيير سياسي بالقوة، بل كان انقضاضًا مسلحًا على الجمهورية والديمقراطية والحياة المدنية، حيث مارست الميليشيات الانقلابية الحوثية انتهاكات واسعة شملت الاعتقالات التعسفية، وتقييد الحريات، ونهب الممتلكات العامة والخاصة...
كما مثل هذا اليوم المشؤوم بداية المأساة اليمنية المعاصرة، إذ تسبب في تدمير الاقتصاد الوطني، وانهيار مؤسسات التعليم والصحة، وانتشار الفقر والجوع والبطالة، إضافة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتفجير الصراعات المناطقية والطائفية...
وكان من نتاج هذا الانقلاب الحوثي انه أجهض أحلام اليمنيين في بناء دولة مدنية حديثة تقوم على مبادئ الحوار والشراكة، وحوّل البلاد إلى ساحة صراع ووكالة حرب بالنيابة...
ومنذ انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر2014م
وعلى مدى 11 عاما من الحرب الحوثية يعيش اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 21 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، فيما تواصل الميليشيا استخدام القوة
مستعينة بالمتخادمين معها محليا وعربيا ودوليا وامميا لفرض مشروعها السياسي والطائفي بالقوة المسلحة...
لذلك سيظل يوم 21 سبتمبر يومًا أسود في ذاكرة الوطن، لأنه حمل معه الخراب والدمار والخذلان، وأدخل البلاد في حرب لم تنتهِ آثارها الكارثية حتى اليوم...وستظل ذاكرة اليمنيين الاحرار تعتبر هذا اليوم يوم نكبة وطن وكارثة شعب ...