آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-06:34م

الأوساخ تغتال النظافة وحب الوطن من عدنان إلى افتهان

السبت - 20 سبتمبر 2025 - الساعة 02:45 م
صالح المنصوب

بقلم: صالح المنصوب
- ارشيف الكاتب


قلوبنا لم تعد تستحمل ما يجري من حولنا من بشاعة تصنعها ايادي متوحشة ومتسخة تسمي نفسها بشر ، أغتيل العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في جريمة هزة تعز وبعد حملة تحريض و لم يعرف الرأي العام عن نتائجها شيء إلى اليوم ، ليس لشيء إلا لأنه كان صادقاً ومخلصاً ويسير بخطوات بناء الدولة لكن من يفكر بعقلية العصابة لا يريد ذلك فقضى على عدنان ليقضي على الحلم .

لم يتوقف الأمر عند عدنان فقد طالت اليد نفسها مرآة يمنية أسمها افتهان المشهري كتب لها أن تكون مديرية لصندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز و تم تصفيتها بإثم ووحشية وعار كبير في وضح النهار ، ليس لشيء بل لأنها حاولت تنظف تعز من الأوساخ ، وقادت الصندوق الى النجاح وجففت منابع الفساد وصنعت مجد وبيئة نظيفة ، كاشفت الجميع بما حدث لها من تهديد وقدمت بلاغ ، لكن الجهات الأمنية والسلطة المحلية تجاهلوا وربما تساهلوا واكتفوا بصياغة ورقة بالقبض على المتهم قبل الجريمة بوقت قصير ، لكنهم تركوه ليكمل مهمته ليصفي الطهارة والنظافة .

يتضح من كل ما جرى أن عصابات تتحدث وقوة ومكونات تتستر قد يكون وراء ذلك الخوف أو المصالح ، وأصبحت العصابة تحكم تعز بإسم دولة لتكشف كل القبح حادثة اغتيال افتهان .

جميعنا يهرب من المكاشفة بحقيقة ما يحدث في تعز وربوع الوطن ، قد تكون المجاملة الناعمة أو المصالح تقف وراء الصمت والهروب من الإعتراف بالحقيقة ، لكن الذي أستطيع أن أقوله و أجزم فيه ويؤيده الواقع ، يجب أن نحمل الطرف المسيطر على الأرض في تعز مسؤولية تبعات ما يحدث في مربع سيطرته في ظل إنقسام و غياب مؤسسات الدولة فمن يحكم جماعات تحت مسمى دولة لها حنفيات ضخ متنوعة .

تعز تخضع لجماعة معروفة جلبت المصائب وحولتها إلى خرابة ومدينة اشباح يتحكم بها المسلحين ، الذين يقال انهم جنود دولة ، والمصيبة أن تدافع عن المجرم هي تعرف نفسها ويعرفها الجميع هي مسؤولية عن جريمة افتهان .

مهزلة في كل شيء ، وحماقة في التصرفات ، حتى أن معظم البشر تجردوا من القيم و لبسوا أثواب الشر بالتضليل بالكلمة أو ممارسة الجريمة بالبندقية ويقال عنهم أبطال.

نتفائل أحيانا في أوقات نزيح بها غبار أوجاعنا وأحزاننا ، لكن نجد أننا لازلنا مغفلين نسير خلف من هم سبب في كل معاناتنا من يرسمون ملامح وطن ملطخ بالدم .

صدقوني أننا نرى وطن يدمر وشرفاء يقتلون وأجيال تجهل ونساء تأرمل وأطفال يتموا و أسر تشرد وتنزح .

يكذب ويجامل من يصور الوضع عكس الصورة القاتمة التي نرى ، فلا توجد مؤسسات أمنية وعسكرية مبنية على أساس وطني وأخلاقي ، يبقى الولاء للتيار أو القائد واي مسؤول يجب أن يبقى تحت رحمتهم وينفذ كل ما يطلب مالم فالنهاية جاهزة التصفية الجسدية والتقييد ضد مجهول .

يارب أمنحنا الصمود في وجه هذا الواقع المؤلم الذي تحكم فيه الذئاب ولا ترى غير الفوضى،

على الجميع الوقوف ضد كل الأيادي الملطخة بالدم والتي تعبث بالمدينة ، حتى تعود الحياة والأمل بدون ذلك سيبقى مسلسل نزيف الدم قائم وتتحول المدينة إلى غابة ، و من يبرر ويصمت على أي جريمة كانت فهو شريك فيها .

جريمة أفتهان وغيرها من الجرائم أحزنتنا كأن وجه اليمن أصبح مخظباً بالدماء .

#صالح_المنصوب