آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-12:08ص

الهدف المشترك لتدمير اليمن بين إسرائيل والحركة الحوثية !!!

الخميس - 18 سبتمبر 2025 - الساعة 06:02 م
عباد محمد العنسي

بقلم: عباد محمد العنسي
- ارشيف الكاتب


اليوم كل أبناء اليمن يتساءلون ماذا قدمنا لغزة حتى يتم تدمير ماتبقى من مقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية وقتل أبناؤه من قبل الكيان الصهيوني كما يتم تدمير وقتل أبناء غزة ؟


لماذا تدمر اليمن باسم غزة ؟ هل قامت اليمن بتدمير مطار بن غوريون أو ميناء إيلات أو غيرها من المطارات والموانئ لدعم أبناء غزة ؟

هل تم تدمير أي منشأة صناعية أو محطة كهرباء للكيان الصهيوني ردا على تدمير غزة ودعما لغزة ؟؟

هل تم قتل العشرات من جنود الكيان الصهيوني وجرح المئات دفاعا عن غزة.؟

هل قامت اليمن بدعم أبناء غزة بسلاح نوعي مكنهم من الصمود وقتل عشرات الجنود وتدمير مدرعات ودبابات الاحتلال؟

هل قدمنا دعم مادي لأبناء غزة أنقذهم من الجوع نتيجة الحصار؟

الإجابة على كل تلك التساؤلات وغيرها هي النفي لم تقدم اليمن أي شيء من أجل غزة ولم تتسبب بمقتل جندي واحد من جنود الاحتلال أو صرصور واحد من صراصير الاحتلال .

نعم الواقع أن اليمن لم تقدم حتى وجبة غذاء واحدة لأي من أبناء غزة ولم تقدم حتى رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينية .

اذا ما علاقة تدمير اليمن من قبل الكيان الصهيوني بغزة حتى يقول كهنة السلالة أن ذلك الدمار والدماء التي تسفك هي فداء لغزة.


الكيان الصهيوني يدعي أنه يقوم بتدمير المنشآت اليمنية وقتل أبناء الشعب اليمني ، ردا على عدوان اليمن عليه ؟ أين هذا العدوان اليمني على هذا الكيان .!!!


من يراقب الاحداث يعي تماما أن الحركة السلالية الامامية الهاشمية هي من استدعت الكيان الصهيوني ليكمل تدمير ما بدات به فما قامت به اسوء من ما يقوم به هذا الكيان نعم استدعته بتلك البيانات التي تعلن من قبل ناطقها السريع عن صواريخ تطلق على الكيان الصهيوني وطائرات مسيرة توجه عليه منذ أكثر من عام ونصف ، ولم نرى أي صاروخ أو طائرة مسيرة وصلت إلى فلسطين فقط بعد كل بيان وأحيانا قبله يتم تشغيل صفارات الإنذار ويتوجه المستوطنين إلى الملاجئ وكان ذلك شكل من أشكال التدريب للمستوطنين لمواجهة أي عدوان وهكذا على مدى عام ونصف وأثر هذه البيانات هو اشغال وسائل الإعلام العربية والخارجية بهذه الأخبار على حساب نقل جرائم الاحتلال التي يقوم بها في قطاع غزة وهذا يؤكد أن هذا مسلسل مخرج بعناية من قبل هذه الحركة والكيان الصهيوني لأن المستفيد منها هو الكيان الصهيوني والمتضرر منها القضية الفلسطينية .


أما موضوع استهداف خط الملاحة الدولية في البحر الأحمر من قبل هذه الحركة فإنه استهداف لمصر فخسائر مصر تجاوزت خمسة عشر مليار دولار وقد استخدم الرئيس ترامب هذه الورقة للضغط على مصر للقبول بتهجير أبناء غزة وكان موضوع تعويض مصر عن هذه الخسائر واحدة من تلك المغريات التي قدمت لمصر للسماح بتهجير أبناء غزة عبر أراضيها.. بينما لم يلحق بالكيان الصهيوني أي ضرر وأتحدى أن يكون لحق به حتى 0.1% مما لحق بمصر ، والمستفيد من ذلك هي أمريكا وحلفائها بما في ذلك الكيان الصهيوني فقد تحول البحر الأحمر والعربي الى بحيرة عسكرية لأمريكا وحلفائها .


يرد الكيان الصهيوني على تلك البيانات فيدمر البنية التحتية لليمن من موانئ بحرية ومطارات ومحطات كهرباء ومصانع اسمنت وقتل العشرات من الأبرياء طبعا لا يمكن أن تكون تلك البيانات هي السبب لهذا التدمير لمقدرات الشعب اليمني لأنها تخدم هذا الكيان ..

بعد كل هجوم يشنه الكيان الصهيوني تتوعد الحركة برد مزلزل فياتي الزلزال على اليمن من الكيان الصهيوني.


حقيقة أن معظم دول العالم تعي ذلك وتفهم هذا المسلسل الدرامي لذلك لن نجد أي دولة تقوم بادانة ما يقوم به الكيان الصهيوني في اليمن كما تدان أفعال الكيان الصهيوني في غزة أو في غيرها فالعالم يعي أن هذه الحركة هي المسؤولة عن ذلك وأنها ليست سوى أداة من أدوات تنفذ المشروع الصهيوني لتدمير اليمن ، حتى القمة العربية الاسلامية الأخيرة التي عقدت في الدوحة لم تكلف نفسها بادانة العدوان الصهيوني على اليمن ، فكيف يدان عدوان على بلد تديره سلطة ظاهر جدا للجميع أنها سعيدة ومستمتعة بهذا العدوان التدميري لليمن وكانه استمتاع بنجاحها بالقيام بدورها.

لقد قام الكيان الصهيوني بتصفية حكومة هذه الحركة كاملة وكان شيء لم يحدث بينما أعلنت الحداد على سليماني وحسن نصر الله ما هذا الاستهتار بدماء أبناء الشعب اليمني وما هذه المتعة والتلذذ بسفك هذه الدماء ؟؟ .


السؤال الهام هنا هو

لماذا نقول أن هذا التدمير هو مسلسل متفق عليه بين الكيان الصهيوني وهذه الحركة ؟


نحن لا نقول ذلك افتراء أوتأليف على هذه الحركة وإنما هناك عدة أسباب وحقائق تاريخية تؤكد أن هذا العمل متفق عليه بين الكيان الصهيوني وهذه الحركة وأن هناك تحالف خفي ينفذ من تحت الطاولة وأهمها:


اولا : هذا التعاون بين الهاشمية السياسية والكيان الصهيوني هو قائم منذ أن تم زراعته هذا الكيان في قلب الوطن العربي فنصف المستوطنين في فلسطين هجرتهم الهاشمية السياسية من اليمن والعراق والمغرب فكان للهاشمية السياسية الدور الأهم في قيام الكيان ، وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر قدمت إسرائيل الدعم العسكري والمادي للسلالة الامامية الهاشمية في حربها ضد الجمهورية لكي تعود للهيمنة على اليمن ، وهذه حقائق تاريخية مثبته للعالم أجمع .


ثانيا: لا يمكن لأي تنظيم أو حركة اصبحت في قمة هرم السلطة في أي بلد أن تستمر بإصدار بيانات أو تقوم باعمال ليس لها أي أثر على الأرض وهي ترى أن بياناتها وأعمالها تؤدي الى تدمر كل مقدرات البلد الذي تحكمه حتى وأن لو كانت سلطة استعمارية او قادمة من خارج كوكب الارض ما لم يكون هناك هدف أهم من الحفاظ على مقدرات هذا البلد وحفظ دماء ابنائه وانه يستحق أن يتم التضحية بذلك من اجله مهما كانت هذه التضحيات .


ثالثا: أن هذا التعاون له جذوره الفكرية والعرقية فالفكر الذي يقوم عليه الكيان الصهيوني والذي تقوم عليه الهاشمية السياسية هو فكر واحد فكر أنهم أبناء الله وأحبائه وأن بقية البشر خلقوا عبيد لهم ، وايضا الجانب العرقي فهم من سلالة عرقية واحدة سلالة ابراهيم وبالتالي فإن هذا التحالف مع الكيان الصهيوني أمر طبيعي جدا .


رابعا: لوكانت هذه الحركة تشكل أي خطر على هذا الكيان كان تم السماح بالقضاء عليها فمن يحميها هي القوى الدولية التي تحمي إسرائيل وعلى رأسها بريطانيا.

اذا ماهو الهدف الذي يجمع هذه الحركة مع الكيان الصهيوني الذي يجعل هذه الحركة تقدم اليمن على طبق من ذهب للكيان الصهيوني لاستكمال تدميره ؟


الهدف المشترك هو مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي أصبح يعرف بالمشروع الابراهيمي .


هذا المشروع يهدف الى إحلال الهوية الإبراهيمية محل الهوية العربية التي هي هوية الشرق الأوسط الاصلية والهوية الإبراهيمية هي الهوية التي تجمع الهاشمية السياسية مع الصهيونية واقامة دولة اسرائيل الكبر ( الولايات الابراهيمية المتحدة ).


متطلبات تنفيذ هذا المشروع ؛

لكي يتم نجاح تنفيذ المشروع يتطلب من الكيان الصهيوني وحلفائه القيام بمايلي :


اولا : تدمير كل الدول العربية القائمة على الهوية القومية العربية وهذا ما يتم القيام به فقد تم تدمير كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن من قبل الهاشمية السياسية بقيادة ولي الفقيه ولان يكمل الكيان الصهيوني بتدمير مالم تقم بتدميره الهاشمية السياسية.


ثانيا : القضاء على الهوية القومية العربية من.خلال استبدالها بهوية تساهم في تنفيذ المشروع وهذا ما يتم بنشر الهويات الطائفية منها الهوية الإيمانية وهي هوية الإيمان بالحق الإلهي للسلالة الهاشمية وهذا الحق هو فكر مشترك بين الهاشمية السياسية والحركة الصهيونية وتم الاتفاق على تسميتها بالهوبة الابراهيمية.


ثالثا: اليمن هي العمق الاستراتيجي الجنوبي لمنطقة الخليج العربي الذي يسيل لعاب الكيان الصهيوني على الثروة الهائلة فيها وتدمير اليمن وتمزيقه سيسهل على الكيان الصهيوني من ابتلاعها بكل سهولة

وهذه نقطة هامة جدا في تنفيذ المشروع الابراهيمي فبهذه الثروة سيتم بها إعادة تشكيل المنطقة اقتصاديا بما يمكن الكيان الصهيوني من الهيمنة عليها اقتصادا والتحكم بها

وهذه النقطة تحتاج موضوع خاص بها إيضاحها ، فبعد تدمير العراق وسوريا واليمن ظهر البعد المتعلق بمنطقة الخليج باستهداف منطقة الخليج العربي بأول رسالة وصلت الى قطر والقادم آت واشد حسب توعد نتنياهو ، ولم يتبقى أي عقبة أمام استكمال تنفيذ هذا المشروع سوى مصر التي تؤكد كل المؤشرات أن الدور القادم هو عليها ، ونسأل الله أن يحفظ مصر كما حفظها من ربيع الخراب العربي وتكون منها نهاية هذا المشروع الابراهيمي ، ونأمل أن تعي الآن دول الخليج العربي و تغير من سياساتها التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر و بقصد أو بدون قصد في ما وصلت إليه المنطقة العربية وأن تسارع للوقوف الى جانب مصر بكل امكانياتها .