آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-12:08ص

اديب العيسي القائد الذي رحل مبكراً وبقي خالداً في قلوب الأحرار

الخميس - 18 سبتمبر 2025 - الساعة 01:50 م
علي بالعبيد

بقلم: علي بالعبيد
- ارشيف الكاتب


رحل اليوم أبو ابو محمد المناضل الجسور القائد المخلص الشجاع الرجل الذي حمل البندقية حين هرب الكثيرون وتقدم الصفوف مدافعاً عن عدن في أحلك اللحظات والذي خرج منذ البدايات إلى ساحات الشرف والنضال السلمي من أوائل من قالوا الجنوب لن يباع ولن يشترى.


القائد اديب العيسي مدرسة للوفاء والنقاء رجل محب للجميع حامل في قلبه حب كل الجنوبيين دون استثناء. كان تواق للحرية واسع الصدر صادق الكلمة ناصح موجه دائماً يسعى لتوحيد الصف وجمع الكلمة بعيداً عن الكراهية والبغضاء مثال للقائد الوطني الحقيقي الذي يجمع ولا يفرق ويزرع الوحدة بدل النزاعات.


كان صاحب حنكة وفهم عميق ثابت على مشروع الاستقلال لا يفرط ولا يساوم ولا يتنازل عن أي حق للجنوب في التحرير والسيادة. وكان مقاتل شرس لم يتأخر لحظة في الدفاع عن الأرض والعرض يقف شامخاً في مواجهة العدو يضع روحه على كفه ويثبت أن البطولة مواقف لا شعارات.


وفي زمن امتلأ بالمساومات والمنافقين بقي أبو محمد الرجل الشريف النظيف الذي لم يحن رأسه يوم لنيل محبة أو قرب أو مال من أي جهة كانت ولم يمد يده لأحد عاش شامخ عزيز نقي محافظ على تاريخه ومبدؤه ورمز للرجولة والنبل.


عرفته منذ أكثر من خمسة عشر عام عبر مواقع التواصل وكان لي شرف اللقاء به في شهر مايو الماضي. لقاء ممتع ومريح رجل مرح كبير القلب واسع الصدر صاحب أخلاق عالية وروح خفيفة الظل. تمنيت لو لم ينته الوقت لأن الجلوس معه يجعلك أمام شخصية استثنائية لن توفيها الكلمات حقها مهما قيل وكتب. وكل من عرفه سيؤكد ما أقول: رجل محب للخير صادق مع الجميع وفي لأرضه وقضيته.


هذا القائد النبيل الذي حمل هم وطنه أكثر من عقدين ظل ثابت على المبدأ نظيف اليد واللسان لم يساوم يوم على قضية الجنوب ولم يطلب منصب ولا أرضية بل طالب فقط بإنصاف يليق ببطولات الشرفاء فكان جزاؤه الإقصاء والتهميش والنكران.


أديب العيسي مات مقهور مظلوم بعدما تنكر له من تزينوا بالمناصب والكراسي وتركوه وحيد ينتظر موعد مع رئيس لم يجرؤ على منحه دقيقة من وقته. واليوم يتسابقون ببيانات التعازي وكلمات الكذب بينما هم أول من قتلوه قهر وهو حي.

أيها السارقون للثورة أيها المتسلقون على ظهور الأبطال أيها التجار بدماء الشهداء.

لعنات التاريخ ستلاحقكم تركتم الرجل الذي صنع مجد الجنوب يواجه وحده الجحود والخذلان بينما وزعتم المناصب بين الأقارب والأصهار وصنعتم قادة من ورق لا تاريخ لهم في ساحات النضال.

إذا قارنا ما قدمه أبو محمد من تضحيات في الميدان والساحات منذ اللحظة الأولى مع معظم قيادة الألوية والأحزمة وأولهم وزير الدفاع نجد أن لا أحد منهم يصل حتى إلى نصف ما قدمه القيادات العليا تقلدت مناصبها بسهولة لكنها لم تضع قدماًواحدة في ساحات المعركة لم تواجه الخطر بنفسها ولم تثبت ولاءها للوطن كما فعل أبو محمد. فقط هو كان صادق وهم كاذبون هو مخلص وهم خونة بائعي الوهم.


أبو محمد لم يخلف قصور ولا ثروات بل ترك إرث نضالي وشرف بطولي سيبقى شاهد عبر الأجيال رحل جسد وبقي روح في قلوب الشرفاء رحل رجل حقيقي وبقيتم أنتم كومة من المنافقين والكاذبين.


رحيله المبكر خسارة فادحة للجنوب بأسره خسارة لرجل بمعدنه ونقائه في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لأمثاله لكنه قضاء الله وقدره ولا اعتراض على أمر الله ومع ذلك يبقى رحيله جرح عميق وصدمة لن تمحى من قلوب الشرفاء.


لقد ترك أبو محمد تاريخ نضالي خالد ومجد بطولي ووصية صادقة خطها بقلمه ودمه وهذه اخر كلماتة

لا سبيل للنصر إلا بتوحيد الصف ونبذ الخلافات والشراكة الحقيقية بين أبناء الجنوب.

سلام على روحك الطاهرة يا أديب العيسي سلام على قلبك الكبير على إخلاصك وشجاعتك وعلى كل دمعة عرق وسهر قدمتها من أجل الجنوب رحلت جسد لكنك ستبقى حي في الذاكرة وستظل رمز لكل من عرفك وأحبك وستظل راية مرفوعة لا تنكسر مدرسة للمبادئ ونور يضيء طريق الأجيال القادمة.

رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء وألهمنا الصبر على فقدك. ستظل حي بيننا وسيبقى اسمك خالد في قلوب الشرفاء عنوان للشرف والإخلاص ودرس لكل من يريد خدمة وطنه بصدق ونقاء.

كل من عرف أبو محمد أديب العيسي سيشهد أن الجنوب فقد رجل استثنائي قائد حقيقي رجل لم يساوم يوم لم يخذل ولم يفرط وترك بصمته على كل قلب ووجدان حر وها نحن نرفع ذكراه ونعاهده بأن نكمل الطريق الذي بدأه ونظل أوفياء لقيمه ومبادئه وننقل إرثه النضالي من جيل إلى جيل ليبقى الجنوب شامخ بأبنائه الأوفياء.

سلام على روحك الطاهرة يا أديب أما هم فالى مزابل التاريخ وسيبقى كل الشرفاء يتذكرونك بفخر واعتزاز ويحتفون ببطولاتك وإخلاصك، لأنك رحلت جسد وبقيت مبدا خالد وسيظل قلب الجنوب ينبض باسمك وستظل ذكراك مدرسة للأجيال القادمة رمز للشرف والنضال والوفاء والصدق.

علي بالعبيد