آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-03:43ص

مجلس القيادة الرئاسي.. أوراق التوت تتساقط

الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 10:01 ص
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب


ما بين بيان اللواء فرج البحسني وتصريحات عبد الرحمن المحرمي (أبو زرعة)، تتكشف ملامح الأزمة الحقيقية داخل مجلس القيادة الرئاسي. لم يعد الخلاف محصورًا في الكواليس، بل صار يطفو على السطح بوضوح، حتى بات كل عضو يحمّل الآخر المسؤولية ويعترف بفشل المنظومة التي جاءوا عبرها.


البحسني تحدث بصراحة عن غياب لائحة عمل واضحة وترك فراغ قاتل ملأته “قوى خفية”، فأصبحت المحافظات التي كان يُفترض أن تكون نموذجًا في الإدارة والعمل العسكري، بؤرًا للفساد والانفلات الأمني. هذا اعتراف خطير بأن المجلس لم يمارس صلاحياته كمؤسسة، بل ترك الباب مفتوحًا للعبث والفساد.


أما المحرمي، فقد كشف أن الانفراد بالقرارات كان السبب الرئيسي في انقسام المجلس وفقدان الثقة بين أعضائه. وهو بذلك يقرّ بأن “المسؤولية الجماعية” التي نص عليها قرار نقل السلطة لم تكن إلا حبرًا على ورق، وأن المجلس عمليًا يدار بقرار فردي يفرض على الجميع.


هذه الاعترافات لا تعكس شجاعة أو حرصًا على المصلحة العامة بقدر ما تكشف هشاشة الكيان نفسه. فالمجلس لم يأتِ ليمثل الشعب اليمني أو تطلعاته، وإنما جاء نتيجة تفاهمات إقليمية ودولية لخدمة مصالح من أوجدوه، ولهذا نراه عاجزًا عن تمثيل الداخل أو تلبية أبسط احتياجات المواطنين.


اليوم، بعدما بدأت أوراق التوت تتساقط، لم يعد أمام اليمنيين شك أن هذا المجلس ليس سوى أداة مؤقتة لإدارة الأزمة، وليس حلاً لها. ومهما تبادل أعضاؤه الاتهامات، فإن الخلل ليس في شخص أو لائحة، بل في أصل التشكيل ذاته الذي لم ينبثق من إرادة وطنية حقيقية.


اللواء الركن/ سعيد محمد الحريري