آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-12:46م

"ترامب.. أول رئيس أمريكي يهدد شعبه"

الأحد - 07 سبتمبر 2025 - الساعة 10:37 ص
محمد علي رشيد النعماني

بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب


محمد علي رشيد النعماني

في سابقة خطيرة من نوعها، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته "تروث سوشال" تصريحاً مثيراً للجدل قال فيه "شيكاغو على وشك أن تكتشف سبب تسمية وزارة الدفاع الأمريكية سابقاً بوزارة الحرب."

هذا التصريح، الذي قد يراه البعض مجرد جملة عابرة، يحمل في جوهره تهديداً صريحاً للشعب الأمريكي، وليس لخصوم خارجيين. فاستدعاء مصطلح "وزارة الحرب" في سياق الحديث عن مدينة أمريكية، يعني أن ترامب يلمّح إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد المواطنين، تماماً كما لو أنهم "عدو داخلي" ينبغي إخضاعه.


"سابقة في الخطاب الرئاسي"

لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن استخدم هذه اللغة تجاه شعبه. حتى في أصعب اللحظات، عندما لجأت الحكومات الفيدرالية إلى الحرس الوطني لقمع أعمال شغب أو احتجاجات، كان الخطاب الرسمي يُغلّف بعبارات مثل "حماية الديمقراطية" أو "حفظ النظام العام". أما أن يصف الرئيس الحالي مدينة أمريكية بأنها بحاجة إلى "وزارة حرب"، فهذا تحوّل نوعي يهدد جوهر العقد الاجتماعي الأمريكي.


"أبعاد سياسية وانتخابية"

يدرك ترامب أن شيكاغو تمثل رمزاً سياسياً فهي مدينة ديمقراطية تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة. لذا، فهو يستغل معاناة سكانها لتوجيه ضربة إلى خصومه الديمقراطيين مصوراً نفسه على أنه الرجل القوي القادر على فرض النظام عبر عسكرة الحلول. لكن خطورة الأمر أنه لا يخاطب الخارج ولا العصابات المسلحة، بل يخاطب المواطنين أنفسهم بوصفهم مشكلة ينبغي التعامل معها "بالقوة".


"خطر على النموذج الديمقراطي"

ما يطرحه ترامب هو تهديد مباشر للمبادئ التي تأسست عليها الولايات المتحدة. فالدولة التي طالما قدّمت نفسها للعالم كحامية للديمقراطية وحقوق الإنسان، قد تجد نفسها أمام خطاب رئاسي ينقل الجيش من مهمة "الدفاع" إلى "الحرب على الداخل". وإذا تُرجم هذا الخطاب إلى سياسات عملية، فقد يفتح الباب أمام شرخ عميق في الديمقراطية الأمريكية نفسها.


"خلاصة"

الرئيس الحالي، دونالد ترامب، سجّل بهذا التصريح سابقة خطيرة في التاريخ السياسي الأمريكي كأول رئيس أمريكي يهدد شعبه علناً. وهو بذلك ينقل لغة الصراع من الخارج إلى الداخل، ممهداً لمرحلة قد تشهد انقساماً غير مسبوق، ليس فقط بين الجمهوريين والديمقراطيين، بل بين السلطة الفيدرالية والمجتمع ذاته .


بقلم / محمد علي رشيد النعماني ..