آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-04:03م

تعافٍ على حساب الضعفاء

الأربعاء - 27 أغسطس 2025 - الساعة 11:41 ص
مطلوب العود

بقلم: مطلوب العود
- ارشيف الكاتب


كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن “تعافي” العملة وهبوط الأسعار، غير أنّنا عندما نظرنا حولنا لم نجد لهذا الهبوط أثراً ملموساً، إلا في مجالاتٍ يطال ضررها الفقراء قبل غيرهم.


فقد انخفضت قيمة العملة التي يعوِّل عليها أبناء المغتربين لإعالة أسرهم، فتراجعت قيمة تحويلاتهم وضعفت قدرتهم الشرائية.

كما تراجعت أسعار الأغنام، حتى حدّثني أحد الرعاة قائلاً: “في السابق كنتُ أبيع طلياً واحداً فأشتري بقيمته كل احتياجاتي وأعود ومعي بعض الفائض، أمّا اليوم فأبيع ثلاثة ولا تكفيني لسدّ الضروريات”

وهكذا كان الخاسر الأكبر هم الرعاة الذين لا مورد لهم سوى ماشيتهم.


ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل هبطت أسعار الخردوات وبضائع الأسواق الشعبية، وهي آخر ما تبقى للفقراء من مكاسب بسيطة.

وقد شكا لي أحد البسطاء ممن يجمعون العبوات البلاستيكية قائلاً: “أبيع الشوالة اليوم بنصف قيمتها السابقة، وهذا ما زاد معاناتنا” فخسروا حتى هذا المورد الضئيل.


في المقابل، ظلّت أسعار السلع الأساسية والخدمات الضرورية على حالها، بل ازدادت كلفة الحياة قسوة على المواطن العادي. وهكذا بدا هذا “التعافي” وكأنه موجَّه ضد المستضعفين، بدل أن يكون نافذة فرج لهم.


إن التعافي الحقيقي ليس ما يُسجَّل في التقارير والأرقام، بل ما يلمسه الناس في معيشتهم اليومية، وما يخفّف عنهم أعباء الغلاء.

وما لم يتحقق ذلك، سيبقى التعافي مجرد عنوان جميل يخفي وراءه مرارة الواقع.


مطلوب العود.