آخر تحديث :السبت-08 نوفمبر 2025-07:46م

فضيحة الإعاشة.. ملايين الدولارات للخارج والجوع للشعب!

الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - الساعة 09:57 ص
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب


من المؤسف والمُخجل أن نسمع عن تحويل 11 مليون دولار دفعة واحدة إلى حسابات مسؤولين مقيمين في الخارج، تحت ما يسمى “الإعاشة الشهرية للمؤلفة قلوبهم”، فيما الداخل يعيش أسوأ أزماته الاقتصادية والمعيشية.


أي منطق هذا الذي يجعل الأموال الضخمة تتدفق إلى جيوب “المترفين” في فنادق أوروبا وعواصم الخارج، بينما المعلم اليمني في الداخل بلا راتب منذ ثلاثة أشهر، وراتبه لا يتجاوز 60 ألف ريال بالكاد يسد رمق أسرته إن صُرف له؟! وأي عدالة هذه التي تجعل آلاف الجنود ورجال الأمن يقفون في الصفوف الأمامية بلا مقابل، منتظرين منذ أشهر مرتبات هزيلة، في الوقت الذي يسمعون فيه أخبارًا عن انخفاض الأسعار لكنهم عاجزون عن شراء أبسط احتياجاتهم؟


إنها مأساة وطنية تعكس حجم الفساد والاستهتار بحقوق الناس، وتفضح عقلية المسؤولين الذين يرون في الوطن مجرد خزينة مفتوحة لتمويل غربتهم ورفاهيتهم.


وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نُشيد بدور الصحفي فتحي بن لزرق، الذي ما فتئ يكشف للرأي العام مثل هذه الفضائح، ويضع يده على جرح الوطن النازف بشجاعة ومسؤولية، ليذكر الجميع أن الفساد أخطر من الحرب نفسها.


في الوقت الذي يُحرم فيه الداخل من لقمة العيش، تُصرف الملايين على “إعاشة المؤلفة قلوبهم”. فهل يعقل أن تُبنى دولة على هذا الأساس الأعوج؟ وهل يمكن أن تقوم قائمة لبلد تُدار بهذه الطريقة المهينة؟


إنه لأمر يدعو للخجل والعار، أن يظل الشعب أسير الجوع والحرمان، فيما يتنعم مسؤولوه في الخارج بأموال منهوبة، بلا حسيب ولا رقيب.


اللواء الركن : سعيد الحريري