آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-10:54م

اللحظة تتطلب الأفعال لا تبادل التهم والتنصل من المسؤولية

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 11:03 م
صالح شائف

بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب


عند الكوارث والمآسي عادة ما ترتفع وبشكل تلقائي درجة الشعور بالمسؤولية وعلى نحو إستثنائي عند كل الجهات المعنية؛ وهو ما لمسناه من تفاعل سريع من قبل كل السلطات المحلية في عدن؛ وتجاوبت معها كل الجهات المسؤولة في إطار العاصمة وبكل ما هو متاح لها؛ وقد تضافرت جهود الكل وفي تناغم وطني يستحق التقدير والإحترام.

وقد أرتفع عند الناس كذلك وعلى نحو غير معتاد في ظروف الحياة الطبيعية؛ ردود أفعالهم التفاعلية والإيجابية السريعة وأنعكس على سلوكهم وتصرفاتهم؛ وأرتفع عندهم منسوب فعل الضمير وبكل أبعاده الأخوية والإنسانية والإجتماعية التكافلية.

وبالتالي فإن الحالة الكارثية التي تعيشها العاصمة عدن جراء السيول الجارفة وما خلفته الأمطار الغزيرة على حياة الناس؛ ليس بالوقت المناسب لتبادل التهم بالتقصير والتهرب من المسؤولية التي تتطلبها لحظة الفعل الميداني والإغاثي المتعدد الأشكال.

فالتقييم الشامل للأسباب المختلفة التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه؛ لأمر مطلوب وعلى نحو جاد ومسؤول؛ وإتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمعالجة أوجه الخلل لتجنب حدوث ذلك مستقبلا؛ وهي المهمة التي ينبغي أن تبدأ فور الإنتهاء من معالجة نتائج الكارثة ولو بحدودها العاجلة المباشرة.

إن الكارثة التي حلت بعدن اليوم وبما خلفته من مآسي ومعاناة؛ ليست الأولى التي مرت بها العاصمة على هذا الصعيد؛ وهو ما يعكس وعلى نحو جلي رداءة المعالجات السابقة ومحدوديتها لجهة وضع الأسس الصحيحة التي من شأنها سد كل أوجه القصور والثغرات التي حالت دون تجنب كوارث المنخفضات الجوية؛ التي تكررت خلال السنوات الماضية؛ ودون أدنى شك بأن يد الفساد قد كانت حاضرة في كل ذلك.

وهي حالة قد تتكرر وبصور أكبر وأكثر تدميرا وخرابا؛ مالم تعالج كل الأسباب ووفقا لخطة عملية تبنى على دراسات علمية؛ يصوغ أسسها ويحدد سبل نجاحها خبراء ومتخصصون من كل الجهات ذات العلاقة.