انتشرت في السنوات الأخيرة أخبار وصور لقيادات في الداخل والخارج وهم يقدمون واجب العزاء أو التهنئة ويتم رشخ خبر طويل عريض لهذه القيادات بسلسلة طويلة من الأسماء لهذه القيادات التي تحضر القاعات للعزاء أو التهنئة للحصول على خبر صحفي يذكر فيه اسم هذا القيادي أو ذاك، ولم نعد نرى صورة واسم ذلك المسؤول في ميادين العمل والزيارات الميدانية للمساهمة في خدمة الوطن في مجال عمله، فأصبح قادتنا سواء في الداخل أو الخارج مجرد أخبار وصور للتعازي والتبريكات.
لقد أصبح المواطن لا يعول على بعض القيادات التي سخرت وقتها وسوقت لنفسها إعلاميًا من خلال مجالس العزاء ورفع التهاني والتبريكات، وأصبحت أكثر الأخبار عن حضور القيادات والمسؤولين لمجالس العزاء أو الأفراح.
المواطن لا ينظر للقيادي الذي يقضي جل وقته من عزاء إلى آخر، ومن حفل زواج إلى حفل زواج آخر، فأصبح يعرفه الحراس في كل القاعات، القيادة هي التي يعول عليها المواطن من خلال العمل على إيجاد الحلول للوضع الذي تمر به البلاد هذه الأيام، القيادي والمسؤول هو الذي يفتتح مشروعًا ويضع حجر الأساس لمشروع آخر، ويتفقد أحوال المواطنين كل المواطنين ولا يقتصر دوره على التهنئة والتعزية للمسؤولين ويترك بقية أفراد الشعب في أفراحهم وأتراحهم.
لسنا بحاجة كل يوم لصورة وخبر في مجلس عزاء أو رفع تهنئة بمناسبة زواج ابن مسؤول أو تاجر، نحن بحاجة لمن يعمل في الميدان داخل البلاد أو خارجها لاستقرار العملة وخدمة المواطن في مختلف المجالات، أما بالنسبة لهذه التهاني والتعازي، فليجعلها السياسي والقيادي خارج إطار مهامه الأساسية في خدمة وطنه.
لا نقول لقيادتنا أو من نعول عليهم في إصلاح هذا الوطن، اتركوا التعازي والتهاني، ولكن ليكن هذا خارج الدائرة الإعلامية لكم، فمثل هذه الأخبار تنقص من قيمة السياسي والقيادي، خاصة إذا كان المواطن يعول عليه في نهضة الوطن، ولا يراه إلا في قاعات الأفراح ومجالس العزاء.
إذا رأيت القيادي وأخباره كلها في مجالس العزاء وصالات الأفراح، ولم تجد له أثرًا في مجال عمله، فاعلم أنه لم يجد نفسه في ميدان القيادة، فعوض ذلك من خلال صورة وخبر في الإعلام حتى وإن كان معزيًا أو مباركًا.
أصبحت القيادات في داخل الوطن وخارجه تتبارى على حضور حفلات الزواج ومراسيم العزاء، ولم نعد نراهم في الاجتماعات التي يستفيد منها المواطن، فزمان كنا نعرف كل المسؤولين من خلال نشرات الأخبار وهم يجتمعون ويزورون ويفتتحون ويضعون حجر الأساس، أما اليوم لم نعد نعرفهم إلا من خلال أخبار التعازي والتبريكات في القاعات، فحسبنا الله ونعم الوكيل.