بعد شهور من المعاناة الإنسانية الصعبة التي حلّت على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ! .. ها قد بانت ملامح الفرج وأتى كيس "الطحين" المُنقذ ..في عجيبة من عجائب العرب الذين يعانون من "عجز" مزمن منذ سقوط الخلافة الإسلامية...
يلوّح الرجل "في الجهة اليسرى من الصورة" بيده فرِحا ..شاكرا من أنقذه ..ولم ينسَ أن يحمد الله على هذا "الكيس" الثمين الذي أخيرا سيُطعم أطفاله ..
سيقول قائل من الرجل في الجهة اليمنى من الصورة ؟
لعلّهُ جائعٌ في غزّة ..قد أكله الحصار حتى شبِع ! ..لكن لمَ لم يُعطوه حصته من الدقيق ! ..
بعد البحث والتدقيق "المنصف" اتضح أن هذا الرجل هو "أحمد مايو" من محافظة عدن عاصمة الشرعية المؤقتة ..ومنارة الجنوب العربي ..!
هذا الرجل قد سقط "مقتولا" بفعل الجوع والتجويع من قبل حكومة "عدن" المناصفاتية في أحد شوارع عدن في يناير الماضي ..
لقد تم إنقاذ غزّة يا عدن ! ..ومن ينقذ موظفيكِ وبسطائك ..حين يموتون جوعا بدون "كاميرات" ،أو "مايكات" توثق آخر الزفرات .. ومعهم كل موظفي وبسطاء الجنوب ومناطق الشرعية !!!!!!!!!
لقد وصل كيس الدقيق إلى غزة ..بحمد الله..لكنه لم يستطع الوصول إلى الموظف في محافظات الشرعية ..فالراتب ممنوع شهرين متتاليين ..
وإن أتى فقيمته تساوي قيمة هذا الكيس الذي يحمله أخونا الغزاوي المحاصر في فلسطين !
إن كيس الدقيق يا غزة في عدن يساوي 64000 ريال ..وهذا راتب الموظف كله ..وبعد شهرين من المنع والقطع والحصار !
من يُنقذُ من ؟! ..من يُحاربُ من ؟! ..من يُحاصرُ ويقتلُ من !؟
كل المفارقات هنا تقف صامتة حدادا على هذه المفارقة الغريبة من تاريخ أمتنا العربية العجيب !!
إسرائيل تسمح بدخول "الطحين" إلى غزة ..والموظف في عدن ممنوع عنه الدقيق ..والراتب .. والكهرباء.. والماء .. والدواء .. والحياة الكريمة البسيطة ..
الإنسان هو الإنسان بخيره وشره ..مهما اختلفت ديانته !
أوليسوا يهودا ؟! ..أولسنا مسلمين ؟! ..
من للموظفين والمساكين هنا .. ؟ مثلما كانت الأردن لغزة !!؟
من سينقذ هذا الشعب المظلوم ..من سيفك حصاره ..ويروي عطشه ..
لقد تجاوزت تعز عدن في كونها جائعة فغدت ضمآنة حد الجفاف ! لقد حوصرت من "الحوثة" فقطعوا عنها الماء ..لكم أن تتخيلوا الموت جوعا وعطشا واختناقا في أرض الجنتين !
هكذا يُقتل اليمنيين ..بهدوء ..وببطء ..ومع سبق الإصرار والترصد ..
ولا يأبه لحالهم أحد ..لا أحد ..فسيف الجوع مسلّط ..وبارقة الأمل في غدٍ أفضل لم تَلُح بعد ! ..فالصرف ذاهبٌ بخيلاء نحو منصة "المليون" ....