تتعدد الأنشطة والبرامج التي تنفذها ما تُعرف بمؤسسات المجتمع المدني والتي غالبًا ما تحظى بتمويل من منظمات دولية، مثل الدورات التدريبية وورش العمل المتنوعة.
وتُعد هذه الأنشطة من أهم الاستراتيجيات التي تسوّق لها تلك المؤسسات، بزعم أنها تهدف إلى تنمية المجتمعات المحلية، ورسم الاتجاهات الأساسية للسلطات المحلية في المديريات والمحافظة .
لكن الواقع لا يعكس هذه الادعاءات، خصوصًا في المناطق التي تعاني من الحروب والأزمات كمحافظتنا وكما يُقال : نسمع الطنين ولا نرى الطحين .!
فكل ما نلحظه هو الإنفاق الضخم على الورش والدورات، بينما أثرها الحقيقي غائب تمامًا .
وفي المقابل، يظهر انعكاس ذلك الإنفاق على رفاهية القائمين على هذه المؤسسات، من نمط معيشتهم إلى السيارات الفارهة التي يتنقلون بها .
ما يُثير الدهشة أيضًا هو الإشادة المبالغ فيها بنشاط بعض المؤسسات المدنية الشبابية، بدعم إعلامي شبه حصري من صحفيين منتقين، ممن يحسنون التلميع ولا يكترثون للمسؤولية المهنية .
فهل سنبدأ يومًا بالعمل الصادق لخدمة مجتمعاتنا بعيدًا عن التلميع والإنفاق غير المجدي ؟!
متى سنعمل بصدق لخدمة مجتمعاتنا دون مواربة؟!
متى سنرى نتائج حقيقية لهذه الأنشطة؟!
متى سنحاسب القائمين عليها على إنفاقهم وتصرفاتهم؟!
هذه الأسئلة يجب أن تطرح، ويجب أن نجد إجابات لها.
يجب أن نعيد تقييم عمل هذه المؤسسات، وأن ننظر إلى نتائجها الفعلية على أرض الواقع .
يجب أن نضمن أن تكون هذه الأنشطة تخدم مصالح المجتمع، وليس مصالح القائمين عليها .
فقط حينها يمكننا أن نرى تنمية حقيقية في مجتمعاتنا .