آخر تحديث :الخميس-17 يوليو 2025-11:37م

الانتقالي في الميزان

الأربعاء - 16 يوليو 2025 - الساعة 07:45 ص
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبدالله الموس


تعلمنا ان حساب الربح والخسارة في الشأن السياسي يتفوق، من حيث الاهمية، على حساب الربح والخسارة في الشأن التجاري، فالخسارة في العملية التجارية يمكن ان تؤثر على فرد او مؤسسة تجارية، لكن الخسارة في الشأن السياسي يمكن ان تضيع وطن وشعب، هكذا ببساطة وبدون مصطلحات ممجوجة شبعنا منها.


طوال سنوات الحراك السلمي في المكلا وعدن وفترة الحرب الثانية على الجنوب في ٢٠١٥م لم تتمكن النخبة الجنوبية من انضاج مظلة جنوبية موحدة لكن الشارع الجنوبي ظل موحدا رغم التباين النحبوي الجنوبي، وبقيت النخبة الجنوبية مسكونة بهاجس مظلة جنوبية موحدة لم يكن يحلم احد ان تحضى بإجماع الناس فالناس لم يجمعون على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.


كثير من الدول المهتمة بالشأن الجنوبي كانوا ينصحون بضرورة وجود عنوان جنوبي موحد يمكن التواصل والتنسيق معه فيما يخص قضية شعب الجنوب، ولأن الشئ بالشيء يذكر فقد تمت دعوة عدد قليل من النشطاء الجنوبيين للقاء وفد من دولة اوروبية كبرى وبعد ساعات من النقاش طلبوا منا عدم النشر او الاعلان عن هذا اللقاء، لكن احد الزملاء ممن يتشوقون للزعامة نشر خبرا خلال اقل من ساعة عن لقاءه منفردا بوفد اوروبي، ولكم ان تتخيلوا حجم الخجل والصورة السلبية التي سيحملها الوفد عن الحراك الجنوبي.


عندما نضجت الظروف في مايو ٢٠١٧م تم الاعلان عن الحامل السياسي الجنوبي، المجلس الانتقالي، وحظي بتأييد اغلبية شعبية جنوبية، بمقاييس فعاليات الحراك الجنوبي في ثلاثة عشر مليونية شهدتها ساحة التحرير في خور مكسر، طوال سنوات الحراك الجنوبي السلمي.


اشهار المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن وليد لحظته التي يتوهمها البعض ولم يقل احد ان من مهدوا لاعلانه كانوا منزهين من الخطاء كما ان المجلس الانتقالي لم يكن كيانا ملائكيا، فكل ذلك جهد بشري لكنه ثمرة جهود مضنية كانت حلما راود النخبة الجنوبية طوال السنوات حتى ما قبل الحراك السلمي الجنوبي.


راود خصوم الجنوب الرهان على عدم وحدة أبناء الجنوب ويعملون اليوم على استهداف الانتقالي الجنوبي بمختلف الصور بما في ذلك تحميله مسؤولية معاناة التي سكان الجنوب وتتحملة السلطة الشرعية، وابلغ دليل على ذلك هو ان تعز تعيش معاناة اشد.


بحساب الربح والخسارة فأن المجلس الانتقالي الجنوبي مظلة جنوبية لا غنى عنها وان خسارتها تعني عودة أبناء الجنوب الى متاهة الماضي ولا يدرك اهمية المجلس الانتقالي الا من عاش سنوات تلك المتاهة البائسة التي تلاعبت بالنخبة الجنوبية وتجاوزها الشارع الجنوبي.


نعم، المجلس الانتقالي الجنوبي بحاجة الى ان يكتمل كمظلة وطنية ونتمى على النخبة الجنوبية واولهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي وضع ذلك كاولوية في أجندته، وعلى مطبخه ان يعمل على فلتره ذهنية للتمييز بين استهداف الانتقالي وبين التنبيه والنقد الهادف فليسوا كلهم في خانة الخصوم.


عدن

١٦ يوليو ٢٠٢٥م