إلى القراء الكرام الذين يتساءلون عن مستجدات السجين جعبل نقول الرجل قد أمضى العام بالتمام والكمال ومازال لحد اللحظة في سجنه ينتظر خلال الايام القليلة القادمة النطق بالحكم انفراجة وشيكة مفوضا الأمر لله كما يقول ومحتسبا
الرجل عاش المأساة وعانى الامرين في سجنه
يا الله من يصدق أن توجيهات النائب العام الصادرة قبل أشهر باعتماد الضمين بحسب مايقدر وكذا حكم المحكمة بالإفراج عن الرجل بضمين لعدم استيفاء الادلة من جانب ولحالة السجين المرضية من تضخم القلب وتعرضه لجلطة بالدماغ فضلا عن الضغط والسكر بحسب التقارير الطبية التي بحوزته ورغم كل ذلك فالرجل مازال نزيلا بالسجن المركزي بأبين
مضى العام بكل اوجاعه وتكررت الاسعافات للرجل وزادت التقارير الطبية حول وضعه الصحي الحرج بلا جدوى
جلسات اجلت وجلسات لم تحمل في جعبتها الجديد ليظل الرجل رهين المحبسين من غير حول منه ولا قوة
جلسه اجلت بحجة اضراب السجون وجلسات اجلت بحجج مختلفة والنتيجة مرة ومازالت معاناة السجين مستمرة
بعد عيد الفطر مات سجينا بالوباء وبعد اربعة ايام من دفنه وبشت اخته قبره واخذت جثمانة لعدن بغية التحقق من سبب وفاته
بعدها قرأنا عن انتحار سجين في الثلاثين من عمره حيث قضى نحبه مشنوقا بحمام السجن المركزي واسرته رفضت استلام جثته وتم ايداعها ثلاجة مشفى الجمهورية بعدن حينها
والسجين جعبل مؤكد انه كان يخشى ان يلقى حتفه بسجنه بسبب المماطلة في تنفيذ التوجيهات والمبلغ التعجيزي للضمانة الذي حاول فيها جهده للخروج بما فيها تقديم اوراق منزله لكن من دون جدوى
صحة الرجل تدهورت خلال العام واعماله تعطلت والجلسات طالت والرجل أمضى العام أو قد تجاوزه ولم تثبت خلالها ادانته وإلا لما قضت المحكمة بالإفراج عنه بضمانة منذ أشهر لكنها ظلت حبرا على ورق
المؤسف جدا هو تضييق الخناق على الرجل لدرجة حرمانه من التمشية والتنفس خارج غرفة سجنه الانفرادي رغم حاجة المريض الماسة لذلك
معقول ان سجين يعاني القلب والضغط والجلطات ويسعف للمشافي يحرم من الخروج للترويح عن النفس في حوش السجن ويظل بغرفته في عز الصيف والحر والكتمة ولا تتم مراعاة ظرفه المرضي
الرجل أمضى عامه في سجنه وخلال ايام سيصدر منطوق الحكم وقد وكل الأمر كله لله ومنتظر العدالة بين اليأس والرجاء
بيني وبينهم رب العالمين كلمات قليلة قالها لكنها ليست هينة فهي له ان كان بريئا ومظلوما وعليه ان كان مذنبا وجانيا ويكفي ان الله لا تخفى عليه خافية ومن ظلم فقد ظلم نفسه نسأل الله السلامة والعافية
ياجماعة والله ان القضاء ليس مهنة سهله فالقاضي خليفة الله على الأرض والقضاه ثلاثة اثنين في النار وواحد في الجنة لصعوبة المهمة ونبل المهنة
واشد الناس صراخا يوم القيامة رجلا رزقه الله منصبا فاستعان به على ظلم الناس
هنيئا لمن وفقه الله في انصاف الناس ورفع الظلم عن كاهل المظاليم
هنيئا لمن وفقه الله للطاعات وقبول الأعمال والاخلاص في القول والعمل فأعدوا لذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا يفلح فيه الا من اتى الله بقلب سليم
ياجماعة راقبوا الله في المساجين من كان مذنبا تأخذ العدالة مجراها ومن كان بريئا يطلق سراحه من دون إبطاء وتحللوا من مظالم العباد فالظلم ظلمات
وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
عفاف سالم