الناس يتضورون جوعا في ظل وضع معيشي يزداد سوءاً ساعة بعد الاخرى نتيجة الانهيار الكارثي والمخيف للعملة المحلية التي الكثير والكثير من قيمتها امام العملات الاجنبية الذي انعكس سلبا على حياة الناس وفاقم معاناتهم في ظل تنصل السلطات وتخليها عن صميم مهامها .
وبالنظر إلى مصادر دخل الغالبية من الاسر في هذا البلد يتضح جليا انها تعتمد بدرجة رئيسية على المرتبات الشهرية التي اصبحت ضئيلة جدا ولا تلبي احتياجاتهم بل انها لاتوفر أهم احتياجات البقاء على قيد الحياة وهو الغذاء الذي اصبحت اسعار اصنافه في السوق المحلية أكثر بكثير من المرتبات التي يتقاضونها الموظفين من ارباب الاسر والتي أصلا لاتصرف بأنتظام ولكم أن تتخيلو أسره يتقاضى عائلها مرتب خمسون الف ريال يوازي قيمة كيس دقيق من أين لها قيمة ماتبقى من الاصناف كالارز والزيت والسكر وغيرها ؟ وان اجتهدت وكابدت مرارة الحياة وتغلبت المأسي مرة او مرات وهو مايحدث فان مصيرها الحتمي العجز طالما ودور السلطات غائب والمعالجات في علم الغيب وهذا يجيز التشبيه بان حال الناس اليوم الذين يعيشون على هذه الرقعة الجغرافية التي قُسمت إلى قطع متناثرة أشبه بالمحكوم عليه بالاعدام فمهما اختلفت ادواته وطريقة التنفيذ إلا أن النتيجة الموت فتنصل السلطات عن صميم مهامها وبقاء الاوضاع على ماهي عليه اليوم وبشكلها المخيف الموت البطيء بذاته .
ما الذي فعلوه الناس بكم حتى تسوقونهم بالتجويع إلى الموت ؟ الم يكفكم تعذيبهم بالخدمات ؟
اما علمتم ان المسؤولية اخلاق قبل اي شيء ؟ وان من لايجد في نفسه القدرة على العطاء يتنحى جانبا ؟
أتقوا الله في هذا الشعب البائس الذي باتت ابرز طموحاته واحلامه العيش بكرامة واعلموا أنكم محاسبون أمام الله على كل صغيرة وكبيرة .