آخر تحديث :الأربعاء-05 نوفمبر 2025-01:20ص

خطر التطبيل

الأحد - 06 يوليو 2025 - الساعة 10:27 ص
أ. حسين صالح التام

بقلم: أ. حسين صالح التام
- ارشيف الكاتب


ينبغي اولا ان اقوم في البداية بتعريف القارئ مفهوم التطبيل من وجة نظري الشخصية وهو: قيام شخص او اكثر بتحسين صورة المسئول الحكومي او السياسي او العسكري اعلاميا عن طريق تضخيم مايقوم به من اعمال هي من صميم مهامه

بالشعر او الخطب الرنانه او النشر و المبالغة في عبارات المدح فقد يكون ابن اليمن البار والمناضل الجسور و تفرده بصفات معينه وان المرحلة او الموقع الذي يشغله لا يصلح لها الا شخصه المتمكن ولا يوجد في المنطقة شخص كفؤ لهذا المنصب سواه

ولايقف الامر عند هذا بل يصل الى مواجهة اي انتقادات ولو بناءة وحتى الدفاع عن الاخطاء وقضايا الفساد والتجاوزات والتبريرات للاخفاقات..الخ

اما خطر التطبيل فانه يمتد الى خلق صورة ذهنية ايجابية لدى المسئول عن الوضع الحقيقي ولو كان سلبيا سواء في حالة الحرب او السلم وهذا يجعل المسئول اشبه بالمنخدع بالوضع الذي رسموه له .

وهنا الخطر على هذا المسئول من حيث تفاقم الاوضاع وانحدارها الى مستوى مختلف في حين يضن ان كل شيء على مايرام وفق تقديرات الحاشية المقربة وجمهور التطبيل !!!!

اما خطر التطبيل على الجماهير فانه يقود الى ضعف اصواتهم وعدم القدرة على ايصالها لهؤلاء المسئولون.

اما الخطر على الوطن فهو اشد حيث يجعل الشعب اليمني يعيش وفقا للاوهام والمظاهر السخيفة الكاذبة والاهتمام بتوافة الامور وترك المهم واستخدام الخطب الرنانة التي ليس لها رصيد عملي على ارض الواقع لسنوات وسنوات والفعاليات الساذجة وهلم جرا .

ولذلك فأن خطر التطبيل كبير وللناس تجربة في الماضي القريب.

ومن هذا المنطلق ادعوا فرق التطبيل من مؤسسات اعلامية وصحفية ونشطاء ومهتمين بالبعد عن هذا الامر التافة وان يتحروا الكلمة المعبرة والصادقة بدون مبالغة مع خالص التقدير للكوادر الاعلامية المتزنة والمقتدرة في عملها.

للاسف الشديد ان فرق التطبيل ليس فقط من عامة الناس الذين يقودهم الفقر والجهل الى هذا الفعل خوفا من سلطة او خطب ود مسئول او سياسي ،بل ان هناك رجال حتى في الوسط الاكاديمي نالوا اعلى الدرجات ويعرفوا الوضع وما ينبغي قوله او فعله لكنهم آثروا مصالحهم الشخصية على حساب كلمة الحق ولو تقديمها في ادنى شكل من اشكال النصح والرأي.

وحتى ولو لدى البعض مصالح شخصية من وراء هذا التطبيل

فليس من الضروري ان يرهقوا اعصابهم والناس معهم في وسائل الاعلام الجديد اوالقديم بالتطبيل ليل ونهار و لابد من احترام عقول الناس ففيهم المتعلم والمثقف والجاهل فلربما وضعوا هؤلاء انفسهم في احراج امام الناس ان كانوا يعلمون.