صمت الكلام بعد كلام أبي مشعل، فالكلام عن شجاعة وبسالة أبين بعد كلامه مجرد هراء، انتهت الحروف، وتبددت المعاني بعد سماعنا لحديث وخطاب أبي مشعل فإلى هنا تنتهي الشجاعة، وتثبت محافظة أبين أنها محافظة الأبطال، فالكراسي عندهم لا قيمة لها إذا مُست حقوق محافظتهم.
الله أكبر زمجر المارد الأبيني من جديد، وهذا هو حال محافظة أبين فإنها لا تتألم بل تزمجر في وجه كل من يحاول المساس بحقوقها، فإذا أبدت أبين أنيابها فلا تظنها تبتسم أو تتوجع بل حالها كحال الأسد إذا أبدى ناجذيه، فهي تزمجر، ولا تزمجر أبين إلا في وجه الظلم، ولا تزمجر إلا للوطن كل الوطن.
يا لأبين ويا لرجالها فهم كالسلسة في شجاعتهم فكلما ذهب شجاع وفارس جاء مثله في الشجاعة والشكيمة، فتواري أيتها الكلمات بعد كلمات أبي مشعل، فقد نطق وأصاب كبد الحقيقة، وصوب سهامه نحو من يريد لأبين أن تكون سلمًا وحاشا أبين أن تكون كذلك، فهي أهل للقيادة ، والقيادة صفة من صفاتها، فأبين تقود ولا تقاد، فعلى رسلكم فأبين ربما تأخذ استراحة محارب ولكنها سرعان ما تعود برجالها وأبطالها لتبني الوطن كل الوطن، وإن لم يتدارك الأمر المسؤولون ويتسابقون لإرضاء محافظة أبين فسيخسرون كل شيء، فعندما تزمجر أبين لابد للجميع من الالتفات لزمجرتها، فهي لا تزمجر إلا إذا مُست كرامة أي مواطن في هذا الوطن فما بالكم إن كانت أبين هي من يحاول بعض لئام القوم أن يمسوها بسوء، فإن أردتم بناء دولة فلا تتركوا أبين خارج دائرة القيادة، فبأبين تبنى الدولة.
حصحص الحق وآن للقيادة أن تعود لأبين فأبين كما قال أبو مشعل هي من تقود لا من تقاد، فهذا ديدنها على مختلف المراحل السياسية، أبين هي القيادة، فكيف يريد بعض اللئام النيل منها؟
تحدث أبو مشعل ولم يكن حديثه خطابًا ولكن حديثه كان زمجرة، فتحية لهذا القيل الأصيل، وقفي أيتها الكلمات فما صوتك إلا هراء بعد زمجرة أبي مشعل الكازمي.