آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-02:26ص

مصادرة الحرية الفكرية وتكميم الأفواة !! الأضرار والمخاطر ؟

الأربعاء - 02 يوليو 2025 - الساعة 09:56 ص
حسان عبدالباقي البصيلي

بقلم: حسان عبدالباقي البصيلي
- ارشيف الكاتب


في اليمن أصبحت الكلمة لها ثمن باهظ،فمن يصدح بها يعاقب بالسجن،الكلمة التي كانت في يوم من الأيام وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر،الكلمة التي كانت يوماً ما رمزاّ للحرية والتعبير،أصبحت الآن خطراً يهدد من يطلقها،بل أصبحت سلاحاً خطيرًا قد يؤدي إلى سجن صاحبها وملاحقتة،لكن يبقى السؤال: ماهو ثمن الصمت؟وهل يستطيع الإنسان أن يتحمل العيش في ظل صمت قسري؟أم أن الكلمة ستظل دائمًا أقوى من الخوف والتهديد!


في اليمن أبتلينا بقوم، أغبياء فكرياً،أو قل عقيمين فكرياّ،أو قل مصلحيين،حوّلوا تجماعات مواقع التواصل الإجتماعي،إلى ملكية شخصية،ومن خلالها يراعوا فقط مصالهم الخاصة، أو أحزابهم السياسية،أو بعض من يملك السلطة والمال، فهم مع تيار المادة، أو الحاكم القوي،وأصبحوا يحرصون على تقديس الأشخاص أو المسؤولون،فهم يقومون بالسماح بنشر الاراء والافكار التي لاتغضب فلان أو علان، لانهم موجودون في تلك الملتقيات، لان هذا يغضبهم،فتحولت الكثير من الملتقيات والمجموعات، إلى الفكر الواحد أو الراي الواحد،هذه العقليات هي نفسها العقليات التي بسببها تخرب الوطن، لان كل من هو قريب من الحاكم يسعى إلى حجب الحقيقة عنه،والتملق له بأن البلد في رفاهية تامة،وهولاء الأشخاص هم نفس الأشخاص الذين يتحولون بسرعة مع مصالحهم،ليس لهم مبدأ أو فكر إلا المادة،فهم نفسهم مستقبلا إذا تغير الحاكم واحتل البلد يهودي أو رافضي،سيقولون نفس الكلام أحذف الكاتب الفلاني لانه يعادي الرافضي واليهودي كونهم معنا في التجمع،ومعاداتهم وكتابة أراء تختلف مع توجهاتم تسلب مصلحتي،عقليات عفنه مريضة،لكن الكثير من المفكرين والكتاب والقراء،ينظرون نظرة إزدراء لمثل هولاء الأغبياء،



فمصادرة الكلمة وقمعها،ومحاولة السيطرة على أفكار الناس وتوجهاتهم،أمر ترفضة الفطرة التي خلقناء عليها،ولها أضرار على المجتمعات والدول،حيث تضعف الثقة وتقوى شوكة التملق والفساد،وقد يصل الأمر إلى إنشاء جماعات سرية مناهظة للحكم،فيُقضى على أمن الدولة أو المجتمع الذي يقمع الحرية الفكرية، أو الإنظمام إلى تيارات عنيفة متشدده نتيحة غضب، لكي ينال ممن منعه في التعبير عن راية أو قول فكرته في موضوع معين،فسلامة المجتمعات والدول مقرونة بترك لكل فرد حريتة في التعبير والتفكير،بحيث يعيشون في سلام وإطمئنان على الرغم من أختلاف الآراء،فهذه الطريقة تتوافق مع الطبيعة الإنسانية والفطرة السليمة للبشر.



فا الفاسدين، والظلمة، والطغاه، يمارسون العبودية التي هي إنتهاك لحرية الإنسان، لانهم يريدىون تنفيذ مخططاتهم دون نقدهم من قبل الآخرين،فيظطرون لتكميم الافواة،

إليكم هذه القصة:كان بين عمر بن الخطاب ورجل كلامٌ في شيء ،فقال له الرجل: أتّقِ الله يا أمير المؤمنين!فقال له رجل من القوم:أتقول لأمير المؤمنين أتّقِ الله ؟فقال عمر رضي الله عنه غاضباً من هذا الرجل: دَعْهُ فلٔيَقُلها لي! نِعْمَ ماقال ؛لاخيرفيكم إذا لم تقولوها لنا، ولاخير فينا إذا لم نقبلْها منكم.





في الختام حبيت أن أسرد لكم بعض الاقوال المشهورة للقداما في أهمية حرية الفكر والتعبير عن الرأي


قال جورج واشنطن"لو سلبنا حرية التعبير عن الرأي فسنصير مثل الدآبة البكماء التي تقاد إلى المسلخ" فالله كرم الإنسان وفضله على سائر المخلوقات بالعقل،فلكل إنسان رأي معين بغض النظر عن مدى صدق و أهمية ذلك الرأي،


وقال فولتير"إنني أختلف معك في كل كلمة تقولها لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول ماتريد"


وقال مالكوم أكس"لو أظطررت للتوسل إلى رجل آخرمن أجل حريتك فأنت لن تنالها أبداً،الحرية شيء يجب أن تنالها أنت بنفسك"



فمحاولة تكميم الافواة، والزج بالكتاب وأصحاب الراي في الصبيحة في السجون، عمل دني ومقيت،يوحي بعدم الثقة،وضعف الحجة،أو استخدام السلطة والمال،والتكبر على الناس البسطاء، فمصادرة الرأي قد يكون مقدمة لأشياء أعظم وأخطر،فعند الانتقاد هناك حق الرد فاالكاتب أو الاعلامي لايكتب شيء مقدس لايمكن الرد عليه،لا فهو يكتب كلام تستطيع أن ترد عليه وتعبر عن رايك وتوضح فكرتك بطريقة لاتتعارض مع القيم والاخلاق،أما اللجو إلى التشوية والتحقير وكيل التهم والتلفيق، والإستقواى على الناس الضعفاء بالمنصب والمال، يتعارض كلياً مع قيمنا وأخلاقنا ومصادر تشريعنا وديننا الاسلامي الحنيف.