آخر تحديث :الأحد-03 أغسطس 2025-12:23م

هل اصبح الاحترام لصاحب المال ؟!

الإثنين - 30 يونيو 2025 - الساعة 07:59 م
عادل عياش

بقلم: عادل عياش
- ارشيف الكاتب


في مجتمعاتنا الحديثة، تغيرت معايير الاحترام وتبدلت الموازين، فلم يعد يُقاس الاحترام بالخلق أو المبادئ أو العلم، بل أصبح في كثير من الأحيان يُمنح لمن يملك المال، بغض النظر عن سلوكه أو قيمه.


لطالما كان الاحترام قيمة أخلاقية تُمنح لمن يتحلى بالأمانة، والصدق، والتواضع، ويقدم الخير للناس. أما اليوم، فقد أصبح المال هو المعيار الأساسي لقياس مكانة الإنسان. فالغني يُقدَّم في المجالس، وتُفتح له الأبواب، ويُستمع لكلامه باهتمام، حتى وإن كان يفتقر للحكمة أو الفهم. في المقابل، قد يُهمل المفكر، أو المعلم، أو صاحب الأخلاق الرفيعة، إذا لم يكن يملك ما يُلفت الأنظار ماديًا.


الوقت الحالي ساهم كثيرا في ترسيخ هذا المفهوم، حيث يُسلَّط الضوء على أصحاب الثروات والسيارات الفاخرة والمظاهر البراقة، ويتم تجاهل أصحاب الإنجازات الحقيقية الذين يغيرون العالم بالكلمة والفكرة والعلم.


إن هذا الشي يشكل خطرًا على النسيج الاجتماعي، إذ يشجع على السعي وراء المال بأي وسيلة، ويُهمِّش القيم الأصيلة، مما يُنتج مجتمعًا هشًا يُقدِّم المظاهر على الجوهر، والمصلحة على المبادئ.


في كثير من المناسبات الاجتماعية، ترى الناس يتسابقون للجلوس قرب التاجر الغني أو صاحب الشركات الكبرى، بينما يُترَك كبير السن أو المثقف دون اكتراث، رغم أنه يحمل في عقله وفكره الحكمة و المنفعة من مجالسته.


الاحترام لا يُشترى، ولا يُمنح لمن لا يستحقه، ولا يجب أن يكون مرهونًا بالحسابات والاموال. الاحترام الحقيقي يُمنح للإنسان بما يقدمه من خير، وما يحمله من خلق، وما يغرسه من أثر طيب في حياة الآخرين .


علينا أن نُعيد بناء هذه القيمة في وجداننا ومجتمعاتنا، كي لا نُسلم الأجيال القادمة إلى عالم تافه تحكمه المظاهر وتغيب عنه المبادئ.