التعليم طريق يفتح الأفق نحو مستقبل أفضل وغد واعد فبالقدر الذي يعد التعليم هو حق لكل مواطن في أي مرحلة عمرية كان فهو واجب على كل الجهات القائمة على إدارة وسياسة البلاد ويقع عليها توفير كل ابجديات العملية التعليمية وتوفير الأمور المادية التي تسهل العملية وتجعلها مرنة تحقق الأهداف المرجوة منها .
ومنذ العام 2011م تعثرت العملية التربوية بسبب الإختلالات التي حصلت وما نجم عن تلك الأحداث أدت إلى إغلاق المدارس في وجه التلاميذ تارة بإن المدارس أصبحت ساحات شاغرة لإقامة النازحين وتارة بالإضرابات المتلاحقة ومطالبة المعلمين بحقوقهم التي لم تلقى أدنى تجاوب من القيادات المتعاقبة على إدارة البلاد الأمر الذي دفع بالإضرابات نحو التفاقم والتصعيد حتى توقفت المدارس عن استقبال التلاميذ وانقطعت العملية التعليمة والتربوية برمتها وكانت كل الحلول تصب في تمرير أعوام دراسية شكلية لا يتلقى فيها التلاميذ أدنى حظ من التعليم والتربية وإنما هي إجراءات شكلية تنتهي بترفيع الطلاب من مرحلة إلى أعلى منها دون حصيلة علمية تحقق الأهداف التعليمية المطلوبة.
ونحن في هذه الأيام القريبة على اعتاب الإعلان عن بدء العام الدراسي الجديد 2025/,2026م وما زالت المشاكل التي عرقلت استمرار العملية التعليمية وكانت سببا في إغلاق أبواب المدارس وعدم استقبال التلاميذ وانقطاع التحصيل العلمي مازالت تلك الأسباب قائمة إن لم تكن قد تفاقمت بسبب الأوضاع الإقتصادية وعلى رأسها انهيار العملة حيث أصبح راتب المعلم مابين 150/ 100سعودي في ظل تصاعد الغلاء إلى أعلى مستوى والإنهيار مستمر.
فماذا حملت خطط وزارة التربية من تمهيد لبدء العام الدراسي بتوفير اساسيات التعليم كتاب دراسي لكل تلميذ ولكل مراحل التعليم الأساسي والثانوي وكادر تعليمي يغطي كل شواغر النقص في المدارس التي باتت تعاني من نقص حاد في توفر كادر التعليم. تهيئة ظروف مادية طاقة بديلة في ظل انقطاع الكهرباء لمعظم ساعات الدوام المدرسي إن لم يكن كل ساعات الدوام وأثاث مدرسية .معالجة أوضاع المعلمين المتعاقدين وتثبيتهم عبر توظيفهم وفق إجراءات التوظيف في الخدمة المدنية.
يكفي حلول مبتورة لابد من معالجة كل المشاكل وإزالة جميع العقبات لبدء عام دراسي منتظم بعيدا عن التوقف والإنقطاعات ولن يكون ذلك إلا بالنوايا الحسنة التي يتبعها العمل وتوحيد الصف وجعل الوطن والمواطن هو الهدف الأول بعيدا عن الصراعات السياسية والمناطقية والمصالح الشخصية .
فالتعليم هو ركيزة بناء المجتمع فبالتعليم تنهض الأمم وتسير نحو المستقبل فاتحة ذراعيها لعالم جديد من التقدم والبناء.
عصام مريسي