آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-12:43م

المجلس الانتقالي بين العتاب والصمت.. ماذا يقول الشارع الجنوبي؟

الإثنين - 23 يونيو 2025 - الساعة 10:50 ص
محمد علي رشيد النعماني

بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب


ما يُقال اليوم في شوارع عدن وفي المجالس وعلى وسائل التواصل لم يعد مجرد "انتقادات عابرة" أو "هجوم إعلامي" ما يُقال هو موقف شعبي واضح من تجربة سياسية لم تفِ بوعودها ولم تحقق ما انتظره الناس منها هو شعور واسع بالإحباط من طريقة الأداء لا من فكرة المشروع الجنوبي نفسه ولا من الحلم الذي التف الناس حوله منذ البداية ولم يعد ممكناً تجاهل أصوات كثيرة بدأت تتحدث بألم وحرقة من داخل البيت الجنوبي .

مؤيدون مخلصون للمجلس الانتقالي كانوا في الصفوف الأولى دفاعاً عنه أصبحوا اليوم في موقع العاتب والناقد لا كرهاً أو عداءً بل لأنهم يشعرون بالخذلان وخيبة الأمل مما آمنوا به فالناس باتوا يشعرون أن هناك مسافة واسعة تفصلهم عن قيادتهم وأن تلك الحماسة التي كانت تملأ الساحات قد تراجعت وهناك فتور في الشارع وخيبة في العيون وأسئلة لا تجد من يجيب عنها وهذا أخطر ما يمكن أن تواجهه أي قيادة سياسية أن تفقد ثقة جمهورها الحقيقي لا بسبب المؤامرات بل بسبب الإخفاقات المتراكمة فكيف وصلنا إلى هنا؟ نعرف أن المجلس يواجه تحديات كبيرة محلياً وخارجياً وأن البيئة السياسية معقدة والضغوط هائلة لكن ما لا يمكن تجاوزه هو أن الأداء في الداخل "في الإدارة في الخدمات في التعامل مع الناس" كان ضعيفاً غير منظم وأحياناً مربكاً وبدلاً من أن يرى الناس تغييراً حقيقياً يمنحهم دوراً في القرار ويحسّن أوضاعهم شعروا أن كل ما تغيّر هو الوجوه بينما ظلّ التهميش والفساد كما هو.

وهنا بدأ السؤال الصعب ما الفرق بين اليوم والأمس؟ المواطن العادي لا يطلب المستحيل كل ما يريده هو كرامته أمانه راتبه وخدمات أساسية تحترم إنسانيته وعندما يرى أن هذه المطالب البسيطة لا تُلبى بل تُقابل بالتجاهل أو التبرير يبدأ بفقدان الثقة بكل شيء حتى بالقضية التي أحبها وآمن بها لهذا نقول بصدق ومحبة للمجلس ولكل من يحمل مشروع الجنوب إن الوقت قد حان لمراجعة جادة مراجعة تعيد العلاقة بين القيادة والناس وتعيد توجيه البوصلة نحو الجنوب وأهله لا نحو المكاتب والمناصب هذه المراجعة لا تعني التراجع بل تعني العودة إلى الجذور إلى تلك اللحظة التي بدأ فيها المشروع الجنوبي من ساحات النضال والوفاء ولا بأس أن تعترف القيادة أنها أخطأت هنا أو هناك الناس لا تكره من يخطئ بل من يكابر ويُصر على الخطأ ويتجاهل معاناة من وثقوا به .

ختاماً لا يزال أمام المجلس الانتقالي فرصة حقيقية لاستعادة الثقة لكن هذه الفرصة تتضاءل كل يوم يتأخر فيه عن مواجهة نفسه والاستماع بصدق لما يقوله الشارع فالمشاريع لا تعيش بالشعارات بل بالفعل الصادق والقدرة على التغيير والشعور بالناس فهل نملك الشجاعة لنبدأ من جديد؟