آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-02:14ص

الأنظمة المتطرفة وفشلها عبر مراحل التاريخ؟

الأحد - 22 يونيو 2025 - الساعة 05:28 م
عبدالرحمن الخضر

بقلم: عبدالرحمن الخضر
- ارشيف الكاتب


هكذا النتيجة الخاسرة التي يُمنى بها أي نظام أو طائفة متشددة ومتطرفة، وهذا اليوم واضح للعيان وأمام العالم أجمع ما يحدث لإيران.

إيران، التي منذ قيام النظام فيها باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل ما يقارب خمسين عامًا، ويوم ذلك الإعلان هتفت الجماهير من أقصى الوطن العربي إلى أقصاه، ورفعت صور الإمام الخميني في كل منزل ودولة إسلامية.

إلا أنه – وللأسف – سرعان ما بدأت تتضح الحقيقة شيئًا فشيئًا، واتضحت واكتملت رؤيتها حين شنت إيران حربها ضد دولة العراق، تلك الحرب التي استمرت أكثر من ثمانية أعوام، وما إن انتهت، حتى تم رسم السيناريو الخاص باستهداف العراق.

والكل يعلم ما حصل، وتم خلط الأوراق حين تم تسليم العراق لإيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، بينما كانوا يرفعون شعارات عدائية متبادلة بينهم وبين طهران.

ومنذ ذلك التاريخ، وإيران تعمل وترفع شعارات متطرفة أوصلتها لمعظم دول العالم العربي، وعملت على صنع أذرع لها، أهمها واخطرها تلك التي شقت صف الفلسطينيين، وجعلت من حزب الله دولة داخل دولة في لبنان.

وظلت إيران ترفع شعارات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وما حصل لغزة، وحزب الله، وإسماعيل هنية في طهران جعل هناك كثيرًا من علامات الاستفهام على إيران ودورها – كما قلنا – المتطرف، الذي جنت ثماره كل الأنظمة المتطرفة التي جلدت شعوبها، وأضاعت وأخّرت شعوبها لعقود من الزمن دون أن تحقق نصرًا.

وهكذا هي إيران اليوم، تُدمّر منجزات الشعب الإيراني بسبب أعمالها وسياستها الفاشلة، التي جعلت أكثر الشعوب العربية تقول رأيها حول حرب إسرائيل وإيران، وتقول بصريح العبارة: كلهم أعداء، والمنتصر فيهم سيظل عدوًا لنا، وذلك لما مارسته إيران من تصرفات عدائية للعرب ابتدأت بالعراق واحتلال جزر طنب الكبرى وجزيرة أبو موسى الإماراتية.

للأسف، النظام في إيران أسهم في إضعاف العرب، ولو أن نظام إيران عمل على مبدأ الأخوّة في العقيدة بصدق تجاه الأعداء، لاستطاع أن يحقق كثيرًا من المنجزات، بما فيها الملف النووي، كما عملت باكستان في ظروف أدق وأصعب من الحال والظروف الحالية.

ولكن كما قلنا: هكذا مصير الأنظمة المتطرفة التي تعمل تحت وصاية وقيادة قيادات تعيش بعيدًا عن عالم الواقع، وبعقلية مخيفة، كل من عارضها أو قدّم نصيحة، عملوا على تصفيته وإسكات أي صوت لأي قائد معارض، حتى وإن كان على هرم السلطة، وبطرق مختلفة، كما حصل لقاسم سليماني، ومؤخرًا الرئيس الإيراني وكبار قادة الدولة.

وهكذا هي إيران الأمس، وواقع اليوم، وما يحدث.