آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-09:36م

الحياء.. درع يحمي كرامتنا وقيمة غابت في زمننا .

الأربعاء - 18 يونيو 2025 - الساعة 08:22 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


حين قالت مريم العذراء عليها السلام: "ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً"، كانت تعبر عن عمق الوعي بقيمة الشرف والحياء، وأنهما أغلى من الحياة نفسها.

كلماتها تذكرنا أن الحياء هو من أعظم صفات المرأة، وهو الحصن المنيع الذي يحفظ كرامتها ويصون عفتها، وهو ما يجب أن نتمسك به في زمن تراجعت فيه قيم الحشمة والحياء.


وفي رحلة تأمل، حاولت أن أفهم لماذا أنفق موسى عليه السلام عشر سنوات من عمره في خدمة فتاة مدين، فوجدت الجواب في وصف الله تعالى لها بأنها "تمشي على استحياء".

لم يصف الله تعالى طولها أو شكلها، بل وصف أغلى شيء فيها، وهو الحياء.

تلك الصفة التي تعتبر من صفات المؤمنين، لأنها من أصول الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والحياء شعبة من الإيمان".


إن الحياء، الذي هو من خصال الإيمان، هو ما نفتقده اليوم في مجتمعاتنا، حيث تراجعت قيم الحشمة والوقار، وأصبح الكثيرون يستهينون بقدسية الحياء، ويعتبرونه عيباً أو ضعفاً. في زمننا هذا، نحتاج إلى استعادة تلك القيمة العظيمة، لأنها ليست مجرد خلق فاضل، بل هي درع يحمي المجتمع من الانحراف، ويعزز من مكانة المرأة والرجل على حد سواء.


اللهم اجعلنا من أهل الحياء، ووفقنا لتمسكنا بقيم ديننا، فهي التي تحفظ كرامتنا، وتعيد لنا توازننا، وتعيد للمجتمع أخلاقياته التي تراجعت. فالحياة بدون حياء، كبيت بلا أساس، لا يثبت على أرض، ويصبح عرضة للسقوط في كل حين.


وفي النهاية، لنتذكر أن الحياء هو تاج المؤمن، وهو ما يميزنا عن غيرنا، فلنحفظه ونعمل على غرسه في نفوس أبنائنا، ليكونوا درعاً حصيناً لمجتمعنا، ووسيلة لعودة الأخلاق إلى سابق عهدها.