آخر تحديث :الخميس-19 يونيو 2025-09:54ص

الوطن العربي بلا مشروع قومي

الإثنين - 16 يونيو 2025 - الساعة 06:03 م
كريم الحاج

بقلم: كريم الحاج
- ارشيف الكاتب



"الوطن العربي بلا مشروع قومي"

عنوان يحمل في طياته قلقًا وجوديًا، ويطرح سؤالًا مصيريًا حول حاضر الأمة ومستقبلها: إلى أين يمضي العرب، في غياب مشروع قومي جامع؟



*أولًا: غياب الرؤية الجامعة*


منذ سقوط مشروع الوحدة العربية في منتصف القرن العشرين، بعد نكسة 1967 وانهيار الحلم الناصري، دخل الوطن العربي في مرحلة من التشتت السياسي، والانكفاء القطري، حتى أصبح كل قطر يبحث عن نجاته بمعزل عن أشقائه. تلاشى الطموح العربي الكبير، وحل محله منطق المصلحة الضيقة، وتراجعت مفاهيم السيادة والممانعة لصالح التبعية والانقسام.



*ثانيًا: التحديات التي تواجه الأمة*



التمزق السياسي: الصراعات في سوريا، اليمن، ليبيا، السودان... كلها تؤكد غياب أي مشروع تنسيقي عربي.



الارتهان الخارجي: كثير من القرارات السيادية في العواصم العربية تُصنع خارج حدودها.



فقدان الثقة الشعبي: المواطن العربي فقد الإيمان بقدرة أنظمته على تمثيل طموحه أو قيادة مشروع نهوض حقيقي.



*ثالثًا: الحاجة إلى مشروع قومي جديد*



الوطن العربي اليوم بحاجة إلى إعادة تعريف للمشروع القومي، لا بمعناه الكلاسيكي القائم على الشعارات العاطفية، بل وفق معايير جديدة تراعي:



التكامل الاقتصادي: السوق العربية المشتركة ليست حلمًا مستحيلًا.


الاستقلال الثقافي والإعلامي: مواجهة الغزو الثقافي وتحقيق السيادة الإعلامية.



المشروع المعرفي والتقني: الاستثمار في التعليم، البحث العلمي، والتكنولوجيا كأدوات للنهضة.



غياب المشروع القومي ليس مجرد حالة سياسية، بل هو انعكاس لفقدان البوصلة. فإذا لم نبدأ اليوم بوضع أسس مشروع عربي جامع يعيد للأمة روحها، وللمواطن كرامته، وللعقل العربي مجاله فإن المستقبل لن يكون إلا استمرارًا للتفتت والانحدار.


الوطن العربي لن ينهض إلا بمشروع قومي جديد. عقلاني، واقعي، جامع.