آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-07:19م

هاتوا لنا الكويت الطيبة أهلها

الثلاثاء - 10 يونيو 2025 - الساعة 12:00 م
عمر سعيد محمد بالبحيث

بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


في غمرة الأحوال الرديئة التي تتدرج في رداءتها من سيء إلى أسوأ في بلادنا منذ ٢٠١٥م وحتى يومنا هذا وإنشغالنا بل وإشغالنا بأزمات لا حصر لها قضت على كل مقومات العيش الكريم وتركونا نلهث وراء سراب يحسبه الظمآن ماء، نسينا أو أنهم أرغمونا على أن ننسى الأوفياء المخلصين أشقاءنا الكويتيين. بطريقة أو بأخرى استأصلوا ذلك الفص اللامع من أدمغتنا الذي كلما أظلم علينا الدهر أضاء لنا دربا من دروب الحياة الكريمة ملؤها آمال وطموحات وأحلام نعيش كما نهوى. إنها حبيبة القلب بلسم الجراح كويتنا يا شعب الجنوب وقفت إلى جانبنا في الشدائد المالية والاقتصادية والسياسية منذ نعومة أظافرنا بل كانت خير سند لحالنا الاجتماعي يعكس واحدية التراث الثقافي والفني. يا كويت مصدر فخرنا واعتزازنا.


لا غيب الله عنا دفء علاقاتنا بك. إننا في أمس الحاجة إلى مواقفك الأخوية المشرفة التي ألفناها يا كويت والتي تبرز في مثل ما نمر به اليوم. كلمة الكويت قوية وقول الكويت ثقيل فيما يخص الحقوق والحريات وتوفير مستلزمات حمايتها دون شرط أو قيد. الأمر الذي ينبغي أن يضعه كل منا نصب عينيه قيادي وحاكم، مسئول أو إنسان عادي. عودة الكويت في المشهد الوطني في بلادنا ضرورة حياتية لمن أراد الحلول لأزماتنا وأراد العيش الكريم.


ولأن الإتجار بالعملات هو المصدر الرئيسي للأزمات في بلادنا ولم يقدر، أو بالأصح لم يرد أصحاب الريالات والدراهم أن يحتفظ الريال اليمني بقيمته أمام ريالاتهم ودراهمهم وإنما له أرادوا التدهور والإنهيار والزوال دون أن تصبح ريالاتهم ودراهمهم العملة الأساسية الوطنية في بلادنا، فإنه لابد من تغيير الريال اليمني إلى الدينار الجنوبي ليلقى دعمه من أصحاب الدينار الكويت ويكون محتفظ بقيمته التي تعادل قيمة الدينار الكويتي. تثبيت سعر العملة الوطنية والاحتفاظ به هو محور كافة الحلول للأزمات في بلادنا. ومتى ما يثبت سعر العملة وتحتفظ به يثبت سعر المشتقات النفطية وبالتالي كافة البضائع والسلع الاستهلاكية، وتصبح التسعيرات مرتبطة إرتباط وثيق بسعر البنزين وتسهل عملية مراقبتها ومحاسبة من يتجاوزها ويتعدى حدودها.


إذا كان اليوم كلين معه محبوبه فنحن لنا الله ومن ثم الكويت نكون أو لا نكون. كفى استهتار بحياة الناس وكفاية تعذيب يا أهل الصواب والرأي السديد حول حجم ومستوى رواتب الموظفين. لقد كان مرتب الموظف قبل ٢٠١٥م يقارب ١٦٠٠ ريال سعودي عندما كان سعره خمسون ريال يمني، واليوم أصبح مرتب الموظف يقارب ١٥٠ ريال سعودي قولوا قولا سديدا في هذا الأمر. كيف يعيش الموظف في بلادنا؟! وهذا بسبب موقفنا من حرب لا دخل لنا فيها نجني ثمار البؤس والعذاب ونحن نعيش في بلادنا محررة! لماذا؟! ومن كتب علينا هذا فرضا وسنة؟!


رغم أن النظام قبل ٢٠١٥م الذي يعرف بنظام عفاش أو نظام الوحدة قد أسقط عن الموظفين العلاوات السنوية وعلاوات التسويات والدرجات، لكنه عوضهم برفع الأجور والمرتبات وثبتها عند سعر العملات المثبتة. فالمسألة اليوم تتطلب قوة وصلابة تجاه إعادة سعر العملات السابقة المثبتة لتتسهل الأمور وتصبح طيبة. وين الكويت هاتوا لنا الكويت يا طيبين.