آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-01:06م

لك يا حلبوب

الخميس - 05 يونيو 2025 - الساعة 10:51 ص
ماهر البرشاء

بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


كان بإمكان الدكتور محمد حلبوب أن يقدّم لهذا الشاب نصيحةً ويكسب أجرًا في عشر ذي الحجة العظيمة، ويبيّن له أن مضغ القات في مؤسسة سيادية كمطار عدن الدولي خطأ، وينقل صورة سلبية عن البلد للزائرين والمسافرين.


كان بإمكانك يا دكتور محمد أن ترهبه وتخوفه، وتخبره بأنه إذا لم يتوقف عن فعل ذلك فستقوم بتقديم بلاغ إلى إدارة المطار، وليس نشر الفيديو لغرض التشهير وقطع رزق هذا الشاب البسيط الذي يعيل أسرته منذ سنوات في هذا المكان.


عزيزي الدكتور محمد حلبوب، اليوم أعظم يوم عند أرحم الراحمين، وهذا الشاب يعلم الله ربما يجلس الآن في زاوية منزله، بلا عمل، ولا قدرة على إعالة أسرته، بعد أن اتخذت إدارة المطار قرارًا بفصله من العمل داخل البوفيه.


تعرّف يا دكتور محمد، لو بدأنا بملاحقة أخطاء مضغي القات، لوجدنا أكبر القيادات، ممن يجلسون في الرياض أو غيرها، يتناولون القات كالغنم التي "تستجر" على قليل من "العلف"، لكن في هذا الوطن يُطبّق القانون دومًا على البسطاء، الذين لا قوة لهم ولا وساطة.


لست مؤيدًا لفكرة التخزين مطلقًا، لا في أي مؤسسة سيادية تمثل البلد، ولا في أي مؤسسة حكومية، ولا حتى في الأماكن العامة، لكنني في ذات الوقت ضد فكرة قطع رزق هذا الشاب، الذي لا يملك منصبًا ولا جاهًا، سوى كُرسي شاي وحبتين بسكويت يعيل بهما أسرته.


أخبرني بماذا تشعر الآن؟ هل أنت المسؤول الذي انتصر لبلده بقطع رزق مواطن بسيط؟ أم أنك القيادي المحنك الذي استطاع أن يقضي على ظاهرة سلبية على حساب مواطن بسيط لا حول له ولا قوة؟


أتمنى منك أن تراجع ضميرك، وتتدخل لدى إدارة مطار عدن الدولي لإعادة هذا الشاب المسكين إلى عمله، وتطبيق النظام والقانون، ونحن معه، لكن كإجراء أولي، وليس بالفصل أبدًا...