آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-12:03م

تغطية الكهرباء لجميع المحافظات اليمنية من المحطات الغازية يعزز فرص السلام المستدام

السبت - 31 مايو 2025 - الساعة 01:36 م
عبدالرحمن علي علي الزبيب

بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


الخدمات العامة في اليمن وفي مقدمتها الكهرباء تدهورت بشكل كبير بسبب الحرب واستهداف شبكات نقل الكهرباء وبسبب ذلك تشهد معظم المحافظات اليمنية انقطاعات متكررة للكهرباء لفترات طويلة او مضاعفة أسعار الكهرباء بشكل كبير تجاوز 3000% ثلاثة ألف في المائة من محطات الكهرباء التجارية لتغطية احتياجات الشعب من الكهرباء والتي أثقلت كاهل المواطن اليمني.

وبسبب تدهور الكهرباء وانقطاعها وارتفاع سعرها تدهورت معظم الخدمات العامة وارتفع سعرها والتي تعتمد على الكهرباء في توفيرها ونقلها وفي مقدمتها المياة وغيرها.

قبل أكثر من عقدين أصبحت اليمن على وشك تحقيق اكتفاء ذاتي من الكهرباء بعد انشاء محطات الكهرباء الغازية في مأرب واستغلال المخزون الوطني الكبير من الغاز لتشغيل محطات الكهرباء بالغاز وتوسيع تلك المحطات الغازية وانشاء محطات توليد كهرباء في مراحل متعددة في مأرب لزيادة كميات الكهرباء المولدة وربطها بشبكة الكهرباء الوطنية لتغذية جميع المحافظات لاحتياجاتها من الكهرباء وباسعار رمزية ومناسبة لاتتجاوز عشرة ريال للكيلو الكهرباء ولكن ؟

توقف نقل الكهرباء من المحطات الغازية بسبب استهداف شبكات نقل الكهرباء كما توقفت المحطات الغازية للكهرباء بسبب انقطاع توزيع انتاجها للمحافظات وأصبحت الكهرباء فيها فائض كبير جدا فتم توقيفها .. واعتمدت بعض المحافظات على محطات الكهرباء الحكومية الاسعافية فيها التي تعمل بوقود الديزل والمازوت والنفط الملوث للبيئة والتي لاتغطي احتياجها الفعلي والبعض فتح المجال لمحطات الكهرباء التجارية لتغطية الاحتياج بمبالغ كبيرة ومضاعفة .

ومن ضمن الحلول المتاحة لمشكلة الكهرباء في اليمن هو بإعادة ربط المحطات الغازية بشبكة الكهرباء الوطنية في جميع المحافظات وإصلاح شبكات وابراج نقل الكهرباء والمحطات التحويلية في جميع المحافظات لتغذية احتياجاتها من الكهرباء بأسعار موحدة ومناسبة عشرة ريال للكيلو الواحد .

وسيكون لتلك الخطوة الإيجابية أثر إيجابي لتحسن خدمة الكهرباء العامة وتوفيرها بأسعار رمزية مناسبة وتوفير بقية الخدمات المرتطبة بخدمة الكهرباء وسينعكس ذلك التحسن في تسريع إجراءات السلام المستدام في اليمن وتحويل الهدنة الإنسانية الى سلام مستدام قائم على توفير الخدمات العامة لجميع المحافظات وتحييدها عن أي مفاوضات او نزاعات وتعزيز الثقة بين الأطراف بخطوات إيجابية .

يأتي طرح هذه الفكرة بالتزامن مع التوافق الوطني على فتح جميع الطرقات بين المحافظات والذي تم فتحها بناء على تفاهمات إيجابية بين الأطراف الوطنية وتحقيقها في أرض الواقع ورغم المحاذير والمخاطر والصعوبات لكل طرف في فتح الطرقات الا انه تم أخيرا فتحها بتوافق إيجابي.

وفي نفس السياق بالإمكان البدء بخطوات إيجابية ومتسارعة لانجاز توافق وطني يقوم على اصلاح شبكات نقل وتحويل الكهرباء العامة في جميع المحافظات وربطها بالمحطات الغازية في مأرب لتوفير كهرباء عام للمواطن اليمني وبسعر رمزي عشرة ريال يمني في جميع المحافظات .

تلك الخطوة سيكون لها أثر إيجابي وكبير للمواطن اليمني وسيعزز الثقة بين الأطراف وسيسهل إجراءات الوصول الى سلام مستدام وتوافق وطني لجميع ملفات التفاوض للوصول الى سلام مستدام كون أثر تلك الخطوات يلامسها المواطن بتوفير خدمات كهرباء بأسعار رمزية ودون انقطاع .


وفي الأخير :

نؤكد على أهمية تسريع إجراءات ربط المحطات الغازية لتوليد الكهرباء في مأرب بشبكة الكهرباء الوطنية وتشغيل تلك المحطات بطاقتها القصوى لتغطية الاحتياج الوطني للكهرباء وتحويل محطات الكهرباء المحلية في المحافظات للصيانة وتشغيلها لتغطية ماتبقى من احتياج وان يكون هناك مصفوفة واضحة و معلنة توضح حجم الاحتياج للكهرباء لكل محافظة والية تقسيم الكهرباء المولدة من المحطات الغازية على تلك المحافظات بشكل عادل ومنصف وشفاف .

المسارعة في تحقيق ذلك وتغطية احتياجات جميع المحافظات من الكهرباء سيحسن من الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن وسيسارع في توفير بقية الخدمات العامة المرتبط توفيرها بالكهرباء وفي مقدمتها المياة .

وسينعكس كل ذلك إيجابا في تسريع خطوات تحقيق سلام مستدام في اليمن والانتقال من الهدنة الإنسانية المؤقتة الى تحقيق سلام مستدام يلامس المواطن اليمني في جميع المحافظات ثمرته الإيجابية وسيكون ملف توفير الخدمات العامة في اليمن هو القاطرة لتحريك جميع الملفات الأخرى .

ونؤكد بأن تغطية الكهرباء لجميع المحافظات اليمنية من المحطات الغازية يعزز فرص السلام المستدام .