اليوم تمر الذكرى 14 لنكبة أبين وتحديدا عاصمتها زنجبار بدخول تنظيم القاعدة وسيطرته على المدينة وتشريد سكانها عن بكرة أبيهم ..
لم يسجل التاريخ حادثة كهذه ، تشريد مدينة كاملة ، ذاق خلالها السكان صنوف من القهر والمعاناة لازالت تبعاتها تلاحقهم حتى اللحظة ظلما وكبتا وكمدا وقهرا وضياع حق وإيلام نفس ، فيما فئة محسوبة على أبين وأخرى من خارجها استثمرت هذه المعاناة ولازالت تستثمرها حتى اليوم على ظهر الأبرياء من الناس ، وحققت مكاسب لا تحصى ولا تعد في ذلك ، فيما ابسط حقوق المشردين من السكان لم تصرف أو تسوى بعد لا من حيث التعويضات على المساكن والممتلكات رغم المبالغ التي تم رصدها من دول مانحة ، ولا في إبعاد شبح الأثر النفسي .
وسلطات محلية متعاقبة يدها في الماء البارد رغم بلوغ الشكاوي عنان السماء ، وصندوق شكل لإعادة الإعمار ظل طريقه عن المستحقين .
ترى لو أن جزئية صغيرة مما حدث لأبناء زنجبار حدثت لأبناء قبيلة أو منطقة أخرى نقول داخل اليمن ولا نريد أن نتحدث عما سيحدث لو كان الأمر في بلاد أخرى ، ترى ماذا كان سيحدث وهل ستسيب الأمور بهذا الشكل وتدفن قضية هذه القبيلة أو المنطقة بمثل هذه الصورة المخزية .
إن انصاف أبناء زنجبار ودفع مستحقاتهم وتعويضهم التعويضات العادلة وجبر مالحق بهم من ضرر ليس قضية إنسانية أو حقوقية فحسب ، ولكنها قضية ذات أبعاد ودلالات كبيرة وقضية محورية تكشف مدى التعامل مع الناس وتصنيفهم .
إن مانراه شاخصا من تعامل في هذه القضية رغم مرور كل هذه السنوات يضع أمامنا علامات أخرى في صفحات عقاب أبين جماعيا ، ومحاولة تركيعها .
فضل مبارك
27/5/25