رغم التعب وإرهاقي من السهر القهري وقلة النوم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل إلى عشر ساعات بالليلة ومثلها بالنهار في صيف ملتهب وجحيم مستعر واجواء حارة ورطوبة مميته وقاتلة تغيب عنها حتى نسمة الهواء٠
طبعاً مغصوبين على السهر رغماً عنا لأن انقطاع التيار الكهرباء لساعات طويلة يعني الماء مقطوع ولازم تشغل الماطور والماطور يحتاج لبترول والبترول يتطلب منك توفير مبلغ مالي من مصاريف البيت المخططة والمبرمجة والمحسوبة بالملي للطلبات الاخرى وفقا للميزانية الشهرية المتواضعة والخاصة بالراشن والمصاريف اليومية٠
لكني فجأة تواردت إلي ذكريات قديمة عندما كنت شاب صغير في مقتبل العمر عندما كانت والدتي تصحيني من نومي من اجل صلاة الفجر ومن اجل الذهاب مع والدي إلى كريتر عدن حيث عمله٠
كان والدي يعمل في البلدية ودائرة صحة البيئة ايام عمي صالح عبدالرزاق الذي كان يعمل ناظر التنظيف بالوكالة ونجيب محبوب وعبيد خيالي والصوفي وديع وكان في حينها مدير عام البلدية ودائرة صحة البيئة الأستاذ بدر محمد ناجي وطه احمد غانم كان محافظا لمحافظة عدن٠
المهم الذكريات التي تواردت الي وشدتني إليها هكذا فجأة انستني التعب والإرهاق الذي اعاني منه فقررت اليوم ان اذهب إلى كريتر عدن بعد صلاة الفجر إن شاءالله علشان ازور مطعم اليافعي الذي بجانب المسجد القريب من الساعة التي في الميدان والتي كانت فرزة المعلاء بجانبه علشان اكل الواجبة الذيذة المفضلة لدي التي كنت اتناولها انا ووالذي صباح في مطعم اليافعي وهي عباره عن قلابة معاصب وكبدة وقلوب وكلاوي بلدي على كيف كيفكم تصدقوا وانا اكتب الان بدء اللعاب يسيل من بين شفتي ومنتظر متى يأذن لصلاة الفحر للذهاب إلى كريتر عدن٠
وقدها فرصة لزيارة صديقي العزيز نصر السيد هاشم من اجل ان اشرب فنجاني الشاهي الملبن مع صحن ملي خصوصي عنده في مقهاية والده السيد هاشم الذي كان هو ايضا صديق والدي هو والسيد علوي السقاف والد المهندس فتحي السقاف انها مقهاية كشر الشهيرة المقابلة لفندق الجزيرة التي كنت اعمل فيها في كل عطلة مدرسية في السبعينيات في ذلك الزمن الجميل والقلوب البيضاء الطيبة والناس الطيبين دائما ما يكون الحنين اقوى من التعب والإرهاق خاصة للأشياء التي لا زالت مغروسة في داخل الوجدان٠
#المريسي٠
