يفترض أن يعقب تعيينكم لرئاسة الحكومة عودة سريعة إلى مدينة عدن وممارسة مهامكم من قلب الواقع، ومشاطرة الناس همومهم، وحشد كل الطاقات والإمكانات للقيام بمعالجات وتحقيق شيء يسجل لكم ويبعث بصيص أمل ببداية إيجابية لكم.
تتفاقم المعاناة يومًا بعد الآخر، وأوشك شهر مايو على الانتهاء، وموظفو الدولة لم يتسلموا مرتباتهم لشهر أبريل الماضي، ولم يبق من عيد الأضحى المبارك إلا اثني عشر يومًا. ووضع الناس المعيشي سيئ للغاية، والتزامات الآباء وأولياء الأمور، بل إن معظمهم، إن لم يكونوا جلهم، قهرتهم الظروف، ويقفون عاجزين أمام متطلبات العيد. وهذا يفرض عليكم سرعة صرف المرتبات لإنعاش الموظفين وأسرهم التي تعاني الأمرين ويداهمهم الجوع القاتل.
إذا كان قبولكم برئاسة الحكومة نتيجة وعود جميلة، وعودتكم مرهونة بالإيفاء بتلك الوعود، فالواقع المعاش تشتد ضراوته، وحياة غالبية سكان البلد مهددة بالمجاعة - لا قدر الله - مصيبة.
دولة رئيس الوزراء، نطالبكم بسرعة العودة إلى مدينة عدن والوقوف أمام كل التحديات بمسؤولية، وتكثيف الجهود والموارد في انتشال البلد من واقعه المزري، والتركيز بدرجة رئيسية على الملف الاقتصادي، الذي متى ما قمتم بمعالجته سينعكس إيجابًا على كافة الأصعدة بشكل مباشر.